عودة مهاتير محمد

عودة مهاتير محمد

18 مايو 2018

عودة مهاتير محمد

 

من الأشياء التي أدهشتني،وربما أدهشت العالم كله خلال الأيام الماضية عودة مهاتير محمد الى الحكم في ماليزيا ،ليس لأنه تقاعد لسنوات طويلة،ولكن لأن عمره أصبح كما علمت ٩٢ عاما ،فما الذي دفع الشعب الماليزي وبخاصة الشباب إلى انتخاب هذا الرجل ؟

السبب هو أن مهاتير محمد هو الرجل الذي بنى ماليزيا وصنع مجدها الحديث وجعلها نموذج تتطلع إليه وتحاول أن تحاكيه كل الدول الساعية إلى التقدم والنماء ،بعد أن كانت مجموعة من المناطق الخربة التي تمزقها الحروب الأهلية.وكانت كلمة السر بالنسبة لمهاتير محمد هي التعليم وبالتعليم صنع مجد ماليزيا الحديثة.

الشيء الغريب أن عودة مهاتير الى رئاسة وزراء ماليزيا قد جاءت على حساب واحد من رجال حزبه القديم ولكن شتان بين هذا وذاك،والشيء الأكثر غرابة هو أن الأحزاب التي حملت مهاتير الى الحكم من جديد كانت أحزابا معارضة له أثناء حكمه.

كل هذا يؤكد أن المسألة ليست أحزابا أو أفكارا أو أيدولوجيات أو انتماءات مبنية على تعصب ، لكنها مسألة رجال يتولون بناء الأمم والأخذ بها نحو التقدم مهما كانت انتماءاتهم .ومهاتير محمد ليس رجلا عاديا ،ويمكننا أن نتوقف عند حادثتين هامتين تبينان مدى عبقرية هذا الرجل،الحادثة الأولى عندما كان في بداية حكمه الاول والثانية وهو ايضا في بداية حكمه الثاني.

فعندما علم مهاتير محمد أن أحد أبناء ماليزيا قد أصبح عالما كبيرا في تخصص خطير في اليابان،أخذ طائرته وسافر إلى اليابان ولم يعد الى ماليزيا الا وهذا العالم معه على متن نفس الطائرة لكي يستفيد به في صنع التقدم في بلاده وقد كان.

وفي بداية حكمه الثاني،قبل أيام، كان أول قرار اتخذه هو قرار تفتيش منزل رئيس الوزراء السابق رزاق نجيب الذي وجدته الشرطة مليئا بملايين العملات وبكميات من الذهب،وكأنه مغارة علي بابا …

زبدة القول : الشعوب لا يمكن أن تنسى أبناءها المخلصين الذين يبنون ويعمرون ويصنعون التقدم .