عندما تتفق المصالح الأميركية والإيرانية… على العرب السلام

عندما تتفق المصالح الأميركية والإيرانية… على العرب السلام

الولايات المتحدة لن تسكت وستظل تمارس ضغوطها على دول مجلس التعاون، خصوصا السعودية والإمارات والكويت والبحرين لكي تغير مواقفها وتوقف مساعداتها السخية التي قدمتها لمصر عقب الاطاحة بالرئيس الاخواني المتحالف مع المشروع الأميركي الساعي لإكمال تغيير المنطقة برمتها من المحيط للخليج.
هذه المساعدات عطلت آلات الضغط والتهديد الأميركية المتمثلة في مساعداتها العسكرية التي تقدمها لمصر والتي لا تزيد عن المليار والنصف من الدولارات وصندوق النقد الدولي الخاضع لإرادتها وكل أساليب العصا والجزرة التي طالما استخدمتها، وبالتالي بدأت الضغط المباشر هي وحلفاؤها الأوربيون على دول الخليج لكي توقف المساعدات لدفع مصر إلى التوقيع على الشروط المجحفة للصندوق.
أميركا التي بدأت تتقارب مع إيران بشكل مريب لا تضع في اعتبارها مخاوف دول الخليج من هذا التنظيم العالمي الساعي إلى السيطرة على المنطقة العربية برمتها، وتعتقد أن الضغوط التي تمارسها وعلاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج يمكن أن تجدي في الأحوال، ولم تضع في اعتبارها أن المسألة مصيرية بالنفس لدول الخليج ونسيت أن هذه الدول تدرك جيدا أن معركة مصر، إن صح هذا التعبير، هي آخر المعارك قبل السقوط الأخير للمنطقة العربية.
هي بحق المعركة الأخيرة، وهي بحق “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”، ويجب أن تظل دول الخليج صامدة في موقفها في مواجهة الضغوط الأميركية، فمصير المنطقة كله ينبني على مدى قدرة دول الخليج على الصمود أمام هذه الضغوط.
صحيح أن تحرك الجيش المصري وعزله للرئيس المتواطئ أظهر بوضوح وجود مؤامرة على الأمة برمتها،ولكن قدرة مصر على الصمود الطويل يلزمها تكاتف كل الدول العربية الرافضة للمؤامرة، لأن اقتصاد مصر المنهك أساسا جراء ثلاث سنوات من الاضطرابات، والشعب الذي يعاني من عدم توفر الكثير من السلع وارتفاع أسعار سلع أخرى لا يمكن أن يتحمل طويلا، على الرغم من كراهيته الشديدة ورفضه التام لحكم الاخوان المسلمين.
إذا كان رفضنا كخليجيين لوقف المساعدات لمصر سيعرضنا لضغط أو حتى غضب أميركي، فإن موافقتنا على ما تريده الآن ستعرضنا في المستقبل إلى ما هو أسوأ من الضغوط ومن الغضب.
فلنمضي في هذه المعركة التي فرضت علينا دون كلل أو تراجع لأن التراجع سيكون “سايكس بيكو” جديدة للمنطقة ولن تنفعنا العلاقات الاستراتيجية مع أميركا، فأميركا لا تريد سوى مصالحها، ويوم أن تتفق المصالح الأميركية مع المصالح الإيرانية فقل على العرب السلام.