رجل قضى في حكم بلاده ما يقارب الأربعين عاما ثم أجبر على ترك الحكم، أليس هذا كافيا لكي يشبع من السلطة والمال ويتق الله في شعب يعيش معظمه تحت خط الفقر؟ لأي جنس من البشر ينتمي هذا الرجل؟
لماذا يرفض علي عبدالله صالح المتحالف مع إيران من أجل خراب اليمن أن يتوارى عن المشهد السياسي في اليمن؟ هل يريد العودة للسلطة أم يخشى المحاسبة على ما اقترفه في حق بلاده على مدار سنوات حكمه؟
لقد كشف تقرير أممي قبل أيام قليلة أن علي عبدالله صالح جمع أربعة وستين مليارا من الدولارات من دم اليمنيين خلال فترة حكمه في الفترة من عام 1978 وحتى تم إجباره على التنحي في عام 2012!
وجاء في التقرير أن صالح يخبئ هذه الأموال في عشرين دولة بمساعدة شركاء الأعمال والشركات الوهمية والحصول على الأموال من الشركات الأجنبية مقابل منحها تصريحات رسمية للتنقيب عن النفط والغاز في الأرض اليمنية.
وقال التقرير الذي تم إعداده من قبل لجنة من أربعة خبراء، نقلا عن مصادر حكومية لم تسمها، إن خلال فترة حكمه التي امتدت 33 عاما، كان صالح يكدس ملياري دولار سنويا، جزء كبير منها من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد الذي بلغ متوسطه 11.5 مليار دولار بين عامي 1990 وعام 2013، وفقا للبنك الدولي.
أي جهد إنساني يمكن أن يبذله إنسان على وجه الأرض، وأي عمر مديد يمكن أن يعيشه إنسان لكي يتمكن من جمع كل هذا المال بشرف؟ أية أخلاق وأي دين يجعل إنسانا يكدس هذه الأموال خارج بلاده وشعبه لا يجد اللقمة؟
متى كان ينظر هذا الرجل في هموم شعبه ومتى كان يفكر في أمن بلده ومصالحه وعلاقاته الخارجية وهو الذي يجتهد يوميا من أجل جمع هذه الأموال والتفنن في إخفائها عن طريق منظومة الفساد التي كانت تساعده؟
ليس عجيبا إذا أن يسعى هذا الرجل في خراب اليمن ويتحالف مع أعداء الشعب اليمني في تفتيت الدولة وإدخالها في حرب أهلية، لأن عودة اليمن إلى الاستقرار، خصوصا إذا لم يكن لصالح أو نجله مكان في السلطة، سوف يؤدي إلى محاسبته على ما نهبه من أموال الشعب اليمني طوال هذه السنوات.