طرد المسئول الأمريكي أم ذبح أطفال غزة.. أيهما أكثر إيلاماً؟!

طرد المسئول الأمريكي أم ذبح أطفال غزة.. أيهما أكثر إيلاماً؟!

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر، وطرد نائب وزير الخارجية الأمريكي من البحرين حادث يؤلم ضمير العالم ويؤذي الإنسانية كلها أكثر من ذبح أطفال غزة الصامدة التي تدك بأقذر الأسلحة والعالم صامت.
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عبرت عن احتجاج بلادها على طرد نائب وزير خارجيتها من البحرين، وقالت إن الرجل كان في زيارة تم التنسيق لها مع حكومة البحرين، وأن المصالحة البحرينية التي أتى من أجلها تشكل مرتكزا للعلاقات الدبلوماسية بين بلادها وبين البحرين، وطالما أن الرجل جاء في زيارة تم التنسيق لها مع الحكومة، فللمسئول الأمريكي الحق في أن يتجول ويفعل ما يشاء ويلتقي من يشاء دون تنسيق مع الحكومة ولا غير الحكومة، هذا هو المنطق الأمريكي الذي يجب أن نقبله، وأن نشرب من البحر.
أمريكا حزينة من أجل المصالحة في البحرين وحزينة؛ لأن هناك أخبارا تقول إن السلطات البحرينية استدعت شخصيات بحرينية معينة من تلك التي التقت المسئول الأمريكي من وراء ظهر الحكومة، حتى لو كانت القوانين البحرينية تمنع الالتقاء بمنظمات أجنبية دون موافقة الحكومة، فأمريكا تتعامل معنا وفق قوانينها ومصالحها دون اعتبار لقوانيننا نحن.
أمريكا التي تعبر عن قلقها واستيائها لتوقيف متظاهر أو مخرب أو خارج على القانون في بلادنا، لم يرف لها جفن ولم تحزن ولم تستأ لقتل أكثر من مئة شهيد على الأقل في غزة، بينهم 27 طفلا، و15 امرأة، وأكثر من600 جريح، وسط صمت عالمي مهين.
إسرائيل تستعد لاجتياح غزة وإعادتها للعصر الحجري حسب تهديدات قيادتها المجرمة، وأمريكا تتحدث عن قضايا هامشية وتتكلم عن حقوق الإنسان في بلادنا وبلاد غيرنا ولا تنطق بكلمة عن الجرائم التي ترتكبها ربيبتها المدللة إسرائيل، وكأن الفلسطينيين الذين تسيل دماؤهم والأطفال الذين يذبحون ليل نهار لا ينتمون إلى البشر، وليس لهم حقوق.
ولذلك فنحن لا نصدق ما تقوله أمريكا عن حقوق الإنسان وعن الحرية والديمقراطية وغيرها من الشعارات ولا نثق في تدخلها لحل مشكلاتنا الداخلية؛ لأن القيم الأمريكية البراقة التي تدعونا إليها وتعاقبنا لتركها تسقط جميعا وتداس بالأقدام عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.