شر البلية ما يضحك… هذا هو التعليق المناسب على رد الفعل الإسرائيلي تجاه توقيع الاتفاق النووي الإيراني، فإسرائيل التي تدير عن بعد الحرب الطائفية الدائرة في المنطقة العربية الآن ويقوم سياسيوها بفرك أكفهم فرحا من وقت لآخر للنجاحات التي يصنعها لهم غيرهم، تطالب الولايات المتحدة أن تقوم باسترضاء السعودية بعد توقيع هذا الاتفاق، وتقول إن هذا الاتفاق سيضر بالتحالف العربي الأميركي بعد اقتراب أميركا من إيران وإن هذا سيؤثر على الحرب على داعش!
وجاء في تقرير نشرته صحيفة هآرتز الإسرائيلية أن الولايات المتحدة لابد أن تقوم باسترضاء السعودية، وأن استرضاء السعودية لا يمكن أن يكون بصفقة طائرات، لأن السعودية قادرة على شراء أي شيء تريده.
وقالت الجريدة أيضا إن الاتفاق سيضع تركيا في مأزق، لأن تركيا وضعت نفسها في خندق واحد مع السعودية في محاربة داعش، ولكنها رأت في الوقت نفسه ان تركيا لا يمكنها الاستغناء عن السوق الإيراني، بعد أن رفعت العقوبات عن إيران.
والحقيقة ان الكل يبحث عن مصالحه، سواء إسرائيل أو تركيا، ولابد أن نقوم نحن العرب بالبحث عن مصالحنا وفقا لهذه التغيرات الجديدة، فإسرائيل التي تصب الزيت على النار وتريد أن تحرق المنطقة كلها بالطائفية، ما كان لها أن تسكت عن الاتفاق النووي الإيراني إلا لوجود ترتيبات جديدة في المنطقة، ترتيبات تراعي مصلحتها إلى أقصى مدى، وتركيا أيضا ستسعى لتحقيق مصلحتها حتى لو كانت هذه المصلحة مع إيران أو مع داعش نفسها.
لابد للعرب إذا أن يعرفوا أن عهدا جديدا بدأ وأن الدنيا قد تغيرت كثيرا ولابد لنا أن نبحث عن مصالحنا بالشكل الذي يتفق مع إمكانياتنا إذا أردنا البقاء على خريطة العالم.
لابد أن نشتري كل ما يمكننا شراؤه كما قالت الصحيفة الصهيونية، فما حك جلدك مثل ظفرك، ولابد من بناء جيش خليجي يحمي مصالحنا ويجعلنا نتخلص من حالة الانتظار والترقب التي نعيش فيها، فكل المعادلات تتغير، ولا شيء ثابت سوى قوتنا الذاتية.
زبدة القول
الاتفاق النووي بين إيران وبين دول الغرب سوف يبقى حديث الساعة لوقت طويل، وسوف نبقى نحن العرب قلقين إلى أن يثبت العكس، ولكن هذا العكس لن يثبت أبدا وسوف يكون انتظارنا له مثل انتظارنا لـ “غودو”.