شر البليه ما يُضحك

شر البليه ما يُضحك

بثينه خليفه قاسم

5 سبتمبر 2019

 

شر البلية ما يُضحك

 

البعض قد يضحك والبعض قد يبكي إذا رأى هذا الذي رأيته مسجلا بالصوت والصورة على الفيسبوك .

 

رأيت شخصا ذا لحية من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية وهو يلقي خطبة عصماء عن انتقام الله للقيادي الاخواني المصري سيد قطب حيث يقول أن الله تعالى استجاب لدعوة سيد قطب على المشير عبد الحكيم عامر ،تلك الدعوة التي طلب سيد قطب فيها من الله أن ينقل كلية عبد الحكيم عامر في مخه.

وحتى لا يلتبس الأمر على من يقرأ هذه السطور فلابد أن نوضح أن كلمة ” كلية “هنا هي جمع “كلى” ،وليس كليات .

 

ومضى الشيخ في خطبته العجيبة يقول أن رئيس الفريق الطبي الذي تولى الكشف على عبد الحكيم عامر بعد موته عندما كان بصدد تشريح جثته وبالتحديد عندما وصل إلى تشريح المخ ،صاح قائلا : “الله أكبر ..أنها دعوة سيد قطب فقد رأى هذا الطبيب أن مخ عبد الحكيم عامر يحتوي على جزء من كليته !

 

فهل هناك إساءة للإسلام والمسلمين أكثر مما قاله هذا الشخص ؟هل هناك دعاية مضادة للعرب والمسلمين أسوأ مما يقوله هذا الشخص الذي يرتدي جلبابا ووجها عربيا ولحية كثيفة ؟ ألم يكن لدى سيد قطب دعوة أخرى يدعو بها على عبد الحكيم عامر سوى أن تنتقل لحيته الى مخه ؟

 

كنت أظن أن أكبر كذبة أطلقها أعضاء جماعة الإخوان هي تلك التي أطلقها أحدهم خلال اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة ،عندما خرج على المحتشدين مهللا يقول : أبشروا يا اخوان..فقد نزل سيدنا جبريل في ميدان رابعة العدوية لكي يشد أذر الإخوان المسلمين !

 

والغريب أن الحشود الموجودة يومها هتفت الله أكبر الله أكبر!ولولا أنني رأيت هذا الشخص وهو يذيع نبأ نزول سيدنا جبريل عليه السلام لما صدقت أن هذا قد حدث،فقد تم تناقل هذا المشهد حينها على الانترنت .

 

الجنون إذن ليس فقط فيمن يقول ،ولكن الجنون الأكبر فيمن يصدق ويكبر ويهلل على المعجزات الكاذبة ،وكأن هذه الجماعات تقوم بمسح عقول المنتمين إليها وتسيطر على كل ما فيهم وتسيرهم كيف تشاء ،ولا عجب ،فمن أسس عقيدة هؤلاء أن يكون الإخواني بين يدي المرشد كالميت بين يدي المغسل ،ولا حول ولا قوة الا بالله .