سفارة أي دولة تكون بمثابة وطن مصغر لأبناء هذه الدولة عندما يسافرون إلى دولة المقر التي توجد بها هذه السفارة، وعلى قدر احترام الدولة لمواطنيها وعطفها عليهم يكون احترام السفارة لهم ورعايتهم.
ومن وجهة نظري فإن تقدم الدولة ورقيها يتضح أكثر خلال معاملة أفراد السفارة للمواطنين، لأن المواطن في غربته يكون في حاجة إلى الرعاية أكثر من المواطن الموجود في الداخل، وعلى قدر ما يلقاه من عطف ومودة من السفير وفريقه على قدر ما تتعمق في نفسه معاني الوطنية والولاء.
خلال الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع كنت في رحلة إلى القاهرة لمدة عشرة أيام لتقديم ومناقشة رسالة الماجستير التي أعددتها تحت عنوان “أثر الإصلاح السياسي على تمكين المرأة البحرينية في عهد جلالة الملك”، وهي الرسالة التي أشرف عليها السفير الدكتور محمد نعمان جلال والدكتور خلف الميري، والدكتورة ودودة بدران ووفقني الله وحصلت على الماجستير بتقدير امتياز. وكان بين الحاضرين السفير الدكتور عمر الحسن رئيس مركز الخليج للدراسات والبحوث، وهو محب للبحرين وأهلها وقدم كل العون خلال إعدادي لهذه الرسالة.
وأقول دون أدنى مبالغة أنني منذ أن وطأت قدماي أرض مصر والسفارة البحرينية في القاهرة لم تتركني لحظة وقدمت لي كل أشكال العون، ولا عجب في ذلك فقد كنت أتوقع كل هذا، خاصة أن على رأس السفارة الشيخ راشد بن عبدالرحمن ذلك الرجل الاعلامي ذو الخلق الرفيع والثقافة الواسعة، فقد كان على اتصال بي بنفسه بشكل دائم للاطمئنان على تذليل كل العقبات من قبل معهد الدراسات والبحوث التابع لجامعة الدول العربية الذي نلت منه درجة الماجستير.
لقد كان كل أعضاء السفارة البحرينية غاية في الكرم والتواضع، خاصة الدكتورة فاطمة البوعينين المستشار الثقافي بالسفارة التي قدمت لي كل العون والرعاية وأحاطتني بكرمها.
رعاية الشيخ راشد بن عبدالرحمن سفير البحرين في مصر جعلتني أشعر وكأنني نخلة بحرينية من فرط الفخر الذي شعرت به والقاعة مملوءة بأعضاء السفارة البحرينية وكل شيء بها كان بحرينيا ابتداء من الكرم والأعلام البحرينية ووصولا إلى البخور البحريني الذي تعطرت به القاعة.
وازداد شعوري بالفخر وأحسست بمشاعر متعددة عندما صفق لي الضيوف من الإخوة المصريين وأنا أقرأ الأرقام والاحصائيات التي تبين ما وصلت إليه المرأة البحرينية في عهد جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة.
إن احاطتي بكل هذه الرعاية من قبل السفير البحريني في القاهرة هي دليل آخر لم أدونه في رسالتي العلمية على احترام البحرين للمرأة، ورعايتها من قبل اعلى سلطة في البلاد.
إنني لا أستطيع صراحة أن أوفي الشيخ راشد بن عبد الرحمن حقه مهما دبجت من كلمات، فقد جعلني أشعر أن البحرين كلها تحتضنني وتملؤني بالدفء والحنان وأنا في هذه اللحظة.
إنني أقدم كل الشكر والامتنان لمعالي وزير الخارجية البحريني على الروح والمستوى الرفيع الذي يتمتع به فريق سفارتنا في القاهرة برئاسة الشيخ راشد بن عبدالرحمن.