عندما يتعرض مواطن بحريني في الخارج سواء كان زائرا أو مقيما، في مهمة كان أو في سياحة، وبخاصة إذا كان صحفيا، لما يعكر صفوه هناك يقوم بإلقاء اللوم على السفارة والسفير ويقوم بنقل مشاعر الضيق التي يشعر بها إلى غيره من المواطنين عبر الصحافة، أما إذا مرت رحلته في سلام ووجد تعاونا من طاقم السفارة لا يقوم بنقل شيء إلى غيره من الناس، وبالتالي لا يسمع الجمهور في المناسبات المختلفة إلا عن انتقادات وسلبيات تتعلق بسفاراتنا في الخارج.
أما ما تقوم به السفارة هنا أو هناك من جهد فلا يعرفه أحد لأن البعض من الكتاب يخشى أن يتهم بالنفاق لأنه يكتب بشكل إيجابي عن جهة حكومية.
ولكن هذه نظرية غير سليمة على الإطلاق لأنه يجب أيضا إلقاء الضوء على العناصر الممتازة التي تشرف مملكة البحرين وتحتضن المواطن البحريني في الخارج. النظرية الصحيحة هي أن نقول للمحسن أحسنت، ونقول للمسيء قف من أنت؟
أقول هذا الكلام تقديرا وانفعالا بما رأيته من سفارتنا في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من حفاوة وتقدير ورعاية لم أكن أطمح إلى نصفها.
كنتُ في رحلة إلى هناك فوجدتُ كل الاهتمام والرعاية والمتابعة لحظة بلحظة لما أقوم به من قائد سفارتنا هناك سعادة السفير ناصر راشد الكعبي، الذي يتمتع بكل ما يليق بممثل مملكة البحرين في الخارج من ثقافة وتواضع وحسن خلق، وكذلك الدبلوماسي الخلوق عبدالعزيز العميري سكرتير أول السفارة، الذي لا تشعر أبدا وأنت تتعامل معه أنك تتعامل مع موظف حكومي يؤدي عملا ولكنك تتعامل مع أخ أو قريب.
فكل الشكر والتقدير لرئيس الدبلوماسية البحرينية وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على هذه النماذج الوطنية التي تشرف البحرين وترعى مواطنيها في الخارج.
نلت خلال زيارتي للمملكة الأردنية الشقيقة شرف اللقاء برئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي، وما كنت أحسب أن تتحقق أمنيتي في لقاء سيادته، ولقاء مسؤولين أردنيين آخرين بهذه السهولة، ولكن لا عجب في ذلك في ظل ما بذلته سفارتنا هناك، وفي ظل البساطة والاحترام والحفاوة التي لقيتها من الأشقاء في الأردن، الذين أعادوا إليّ عبق وحلاوة الأيام التي كنت أدرس فيها بالجامعة الأردنية العريقة على أرض المملكة الهاشمية.