رواتب موظفي العراق

رواتب موظفي العراق

بثينه خليفه قاسم 

5 أكتوبر 2020

رواتب موظفي العراق

ما هو شعور أي مواطن عربي وهو يستمع ويشاهد على الشاشات أن موظفي دولة العراق لم يتمكنوا من الحصول على رواتبهم لمدة أربعين يوما؟ 

خبر مدهش وصادم حقا ذلك الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام يوم ٤ أكتوبر الجاري .وسبب الدهشة والصدمة هنا ليس لأن هذا الأمر غير قابل للحدوث ،فكثيرا ما يحدث في أماكن كثيرة ،ولكن لأن هذا يحدث في العراق بالذات !!!

العراق الذي اغناه الله وأعطاه جميع الخيرات، فقد أعطاه الأرض الخصبة وأعطاه الماء وأعطاه النفط، فكيف يأتي اليوم الذي لا يجد فيه الموظفون العراقيون رواتبهم؟

العراق، الذي طالما منح العطايا للكثير من أبناء العالم العربي واستقبل الملايين لكي يعيشوا على أرضه ويستفيدوا من خيراته، جاء اليوم الذي خوت خزائنه لدرجة أنه لم يجد رواتب الموظفين !!!أليس هذا أمر عجيب؟

مرت سبعة عشر عاما بعد اليوم الذي اعتقد كثير من العراقيين وغير العراقيين أنه  نهاية كل الشرور والمظالم والقهر والاستبداد وأنه بداية الخير والحرية والكرامة والعيش الرغيد والديمقراطية وحرية الرأي؟

فهل رأى العراقيون شيئا من هذه الأشياء ؟

هذا ليس دفاعا عن العهد السابق في العراق على الإطلاق ،فقد كان لهذا العهد أخطاؤه وخطاياه ومغامراته التي ضربت الأمة في مقتل ، ولكنه تأكيد على أن ما جرى للعراق هو كالذي جرى لكثير من الدول العربية الأخرى .

الذي جرى للعراق ولغيره من الدول العربية هو هدم هذه الدول على رؤوس أهلها.

الذي جرى ليس تغيير أنظمة ولكنه تخريب وسرقة لمقدرات الدول وتفكيك لجيوشها وإعادتها للعصر الحجري.

العراق ذلك البلد الجميل تم نهبه من قبل لصوص كثيرون على مدار السنوات التي مضت.

والشعب العراقي لم يجد الديمقراطية ولم يجد الأمن والأمان وها هو لا يجد حتى الرواتب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.