الأحد 17 مارس 2024
أقبل شهر رمضان الكريم من جديد وبدأنا نستعد لطقوس أعظم شهور العام، فهو الشهر الذي ترتفع فيه الروحانيات وتصفو النفوس وتتهذب الغرائز ويتغلب الإنسان فيه على شهواته ويعلو التقمص الوجداني والتكافل بين الناس، وندخل كبشر فيما يمكن أن نسميه عملية صيانة سنوية للنفس والبدن على السواء لإعادة ضبط النفوس والأبدان إلى فطرتها السليمة خلال بقية العام، وحتى تدور الأيام ويأتي رمضان جديد يمحو مرة أخرى صدأ النفوس.. هذا ما نقوله عن رمضان بشكل عام في كل مكان من العالم، لكن في البحرين خصوصا وفي المجتمع الخليجي عموما نتميز بوجود طقوس مهمة تضاف لكل ما سبق، وهي طقوس تناقلها أجدادنا وآباؤنا جيلا بعد جيل.
وتتجلى هذه الطقوس في التزاور وانعقاد المجالس الرمضانية التي يحضرها كل أبناء البحرين في تقليد له أثره الرائع في الحفاظ على التقاليد الخليجية وترابط المجتمع والمحافظة على اللحمة الوطنية بين أبنائه. وإلى جانب تقوية تلك اللحمة، فهذه المجالس تعمل كملتقيات فكرية وثقافية وأدبية ويتم خلالها تبادل المعلومات والأفكار من خلال الأحاديث والمداخلات التي تدور حول موضوعات شتى، وهو ما يجعل هذه المجالس بمثابة مدارس مجانية ترتقي بأبناء المجتمع فكريا وثقافيا وتقدم تربية سياسية جيدة وتحقق التفاهم والتواصل بين الأجيال، خصوصا في عالم السوشال ميديا الذي سادته القطيعة والانعزال والانخراط في العالم الافتراضي بعيدا عن الأهل والأقارب. ونحمد الله رب العالمين أن أتانا رمضان والبحرين في خير ورفاه وأمن وأمان، ونقول لأهل البحرين كل عام ونحن جميعا في أمن وسلام تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.