رسالة إلى سعادة وزير الصحة

رسالة إلى سعادة وزير الصحة

مرض السكري يعد من مشكلاتنا الكبيرة في المجتمع البحريني باعتبارنا من أكثر الدول إصابة بهذا المرض اللعين الذي يؤثر على كل أجهزة الجسم تقريبا ويصيب صاحبه بالإحباط  ويحرمه من الكثير من متع الحياة.
 البحرين كانت تحتل المرتبة الخامسة عالميا في نسبة الإصابة بهذا الداء،ثم تقدمت لتصبح في المرتبة الثامنة بعد أن صعدت دول أخرى كلبنان وقطر والسعودية.
 وسواء كنا في المرتبة الخامسة أو الثامنة فالفرق ليس كبيرا،لأن هذا يعني أن نسبة الإصابة عندنا عالية.ولا أدري السبب وراء ارتفاع معدلات الإصابة لدينا،فهل هي نتيجة للرفاهية وطبيعة الأطعمة التي نتناولها؟أم لأننا من الشعوب التي لا تتحرك كثيرا ولا تبذل مجهودا بدنيا في حياتها اليومية؟
 ومهما كانت الأسباب فالنتيجة النهائية أن لدينا مشكلة صحية، لأنها تصيب قطاعا كبيرا من أهل البحرين وتؤثر على العطاء والإنتاج في كافة القطاعات،وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة.
 قرأنا أخبارا طيبة أكثر من مرة عن قرب انتهاء معاناة مرضى السكر في أنحاء العالم،. بعد اختراع أدوية جديدة يمكن أن ترفع المعاناة مرة واحدة ونهائية عن كاهل ملايين البشر،ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، وبالتالي فلابد أن نجتهد بما لدينا من إمكانيات حالية لمساعدة المبتلين بهذا الداء.
 وبغض النظر عن الخسائر الاقتصادية التي تنتج عن ارتفاع معدلات الإصابة بهذا الداء، فالمشكلة لها جانب آخر وهو الجانب الإنساني،فالمريض بهذا الداء يستحق من المجتمع ومن الحكومة نوعا خاصا من الرعاية.
 وأقل ما يجب أن تقوم الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة، بتوفير الدواء اللازم  للمريض،ويكفي المريض معاناة المرض.
 ونحن باسم جميع مرضى السكري نريد توصيل هذه الهمسة للسيد صادق الشهابي وزير الصحة الجديد،ونريد منه مزيد من الرعاية لهذه الشريحة من أبناء البحريين.
 ونقول للسيد الوزير أن المرضى طالما اعتمدوا على الدواء المسمى Januvia وقد كان هذا الدواء موجودا فقط في مستشفى السلمانية ولا يتم صرفه إلا من قبل الأطباء الأخصائيين الموجودين به،على الرغم من انتشار عيادات السكري في المراكز الصحية المختلفة،وبالتالي لم يكن بمقدور المريض الحصول على هذا الدواء إلا إذا تم تحويله إلى السلمانية.
ورغم أن المسألة لا تخلو من المعاناة، فقد كان الأمر مقبولا من جانب المرضى،فالمهم أن يحصلوا في النهاية على هذا الدواء المرتفع الثمن بشكل لا يتناسب مع دخل الكثير منهم ؛ ولكن حتى هذا الوضع – على ما فيه من عيوب – لم يدم، فقد تقرر وقف تحويل المرضى من المراكز الطبية إلى مستشفى السلمانية،وتم استبدال الدواء المذكور بأنواع أخرى من الحقن لم يعتدها غالبية المرضى،وهو ما خلق حالة من الضيق لدى معظمهم وأضاف إلى معاناتهم معاناة أخرى نتيجة لهذا الوضع الجديد.
 نأمل أن تصل هذه الهمسة إلى السيد وزير الصحة وأن يكون لها أثر في رفع المعاناة عن أهلنا وإخواننا من المرضى.