قبل أيام قليلة رحل عن دنيانا واحد من أشهر رجال الأعمال في عالمنا العربي خلال الفترة الماضية وهو ناصر الخرافي، صاحب الاستثمارات العريضة والمتنوعة التي تنتشر في منطقتنا العربية وفي العالم كله، بعد أن وافته المنية في مدينة القاهرة التي وصل إليها بعد رحلة عمل في عدد من دول العالم.
ودوى خبر وفاة الخرافي في أركان الوطن العربي كخبر كبير يؤثر رحيل صاحبه على شؤون اقتصادية كثيرة في هذا العالم، فأسهم تنخفض وأخرى ترتفع، حيث الذي رحل ليس رجلا عاديا ولكنه رجل يملك المشروعات والشركات والمصانع والتجارات.
خبر رحيل الخرافي كان لابد أن يجبرنا على التوقف عن حديث السياسة وأباطيلها ويجبرنا على الكتابة عن العطاءات الكبيرة لراحل عظيم طالما قدم خدمات وعطاءات للأمة العربية على اتساعها.
الخرافي كان صاحب امبراطورية أعمال شاسعة في مجالات التجارة والصناعة والإدارة وغيرها، ورحل عن هذه الدنيا بعد أن ترك بصمة كبيرة في غالبية دول العالم العربي والإسلامي، وهو عليه رحمة الله جدير بأن نحتفي به،ليس فقط لأنه رجل أعمال كبير ورمز للنجاح،ولكن لأن أعمال الخير التي كان يقوم بها تشهد له في أركان الأرض، فطالما تبرع لبناء المستشفيات والمعاهد الدينية والمدارس، وطالما قام برعاية أهل العلم وأهل القرآن.
الخرافي رفع اسم الكويت عاليا خفاقا في أنحاء العالم بعطاءاته الكبيرة، ولذلك خدم الخرافي الكويت أكثر من كثير من رجال السياسة الكويتية الذين يقضون وقتا طويلا في تصفية الحسابات وإثارة القلاقل وإساءة استخدام الديمقراطية فيها.
نعم لقد خدم ناصر الخرافي الكويت والأمة العربية، وانطبق عليه قول الكاتب الانجليزي “جونسون سويفت”: إن من يزرع حبة من الذرة فينتج منها ثمرة كاملة هو في الحقيقة يخدم البشرية أكثر من جيل كامل من رجال السياسة.
الخرافي استحق أن يبكيه المصريون وأن يمنحه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وسام الأرز برتبة كوموندز،لما قدمه من دعم كبير لاقتصاد البلدين وتوفير لفرص العمل فيهما، فقد قام الراحل باستثمار ما يقرب من السبعة مليارات في 35 قطاعا في مصر وحدها أبرزها الاتصالات والعقارات والمطارات.
الوسام الذي منحه الرئيس اللبناني لاسم الخرافي، هو كما قال شقيقه الشيخ جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي، وسام للكويت وأمير الكويت، لأن الكويت كانت ولا تزال تعطي لأمتها العربية في صمت ودون طنطنة إعلامية أو مساومة على شيء.
ولا ننسى أن هذا الوسام ليس الأول لعائلة الخرافي لأن ناصر الخرافي هو ابن محمد عبدالمحسن الخرافي، الذى كان يعمل فى الصناعة والتجارة أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومنحه ناصر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
رحم الله الشيخ ناصر الخرافي وألهم أهله الصبر والسلوان، “وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته: يوما على آلة حدباء محمول”.
زبدة القول:
يقول الشاعر: ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا… وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل!