11 يونيو 2018
ذكرى المقاطعة وانحدار الجزيرة
الذي يتابع قناة الجزيرة في ذكرى المقاطعة التي فرضتها دول الرباعية العربية على قطر بسبب رعايتها للإرهاب ،يحس وكأن قطر قد انتصرت في الحرب الثانية.
الجزيرة تحاول أن تحول الحدث المخجل الى موقعة تاريخية عظيمة صمدت فيها قطر وخرجت أكثر قوة مما تصفه بالحصار .
الذي حدث بكل تفاصيله ونتائجه وتبعاته شيء يجب أن تخجل منه قطر وتخجل منه الجزيرة ،لا أن تحوله إلى موقعة تفتخر بها ويتغنى بها المذيعون الحنجوريون المرتزقة .
ما حدث هو بكل المقاييس شيء يجب أن تعتم عليه قطر وتخفيه وتسعى إلى محوه حتى لا يصل إلى الأجيال القادمة فتشعر بالعار بسبب قياداتها التي تلطخت أيديها بدماء كل شعوب الأمه.
لم تكتفي الجزيرة بتكريس الكذب في واقعة وكالة الأنباء القطرية، والإلحاح على طريقة جوبلز لتحويله في أذهان المستهدفين بالدعاية القطرية الى حقيقة،ولكنها حولت الأمر إلى حرب استخباراتية عاتية وجعلت من وكالة الأنباء القطرية مؤسسة خطيرة تستهدفها أجهزة الاستخبارات وتسعي الى اختراقها وكأنها المفاعل النووي الإسرائيلي أو الايراني.
وخلال عرضها لعمليات الاختراق التي قامت بها الدولة المعاديةللوكالة القطرية العظيمة اتبعت أسلوبا هوليوديا وعلق على هذا العرض مذيعوها بنبرات جادة وكأنها تتناول إحدى العمليات الاستخباراتية الكبيرة بين روسيا وأمريكا .
نحن نعرف أن الجزيرة منذ نشأتها هي قناة الفتنة في المنطقة ونعرف أنها صاحبة أجندة تهدف إلى تفتيت وتدمير مقدرات المنطقة كلها ،ولكننا لم نكن نعرف انها ستصل لهذا الابتذال والاسفاف وتستخدم حكايات مثل حكايات علي بابا لكي تمحو العار والشنار عن وجه قيادات ضلت الطريق وأساءت إلى شعبها حاضرا ومستقبلا .
إن اثبات اختراق وكالة الأنباء القطرية من عدمه لن يغير شيء في حقيقة ثابتة وهي أن القيادة القطرية طالما رعت الإرهاب وأغدقت على الارهابيين وسعت في خراب الأمة،ومع ذلك فالجزيرة تريد أن تجعل الناس ينسون كل هذا ويستمعون فقط الى حدوتة قبل النوم عن اختراق وكالة الأنباء القطرية.