بثينه خليفه قاسم
١٨ نوفمبر ٢٠١٩
دور التعليم في تعزيز قيم التسامح
تحت هذا العنوان انعقد في البحرين قبل أيام قليلة مؤتمرا بمركز الشيخ عيسى الثقافي ونظمه مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وحضره عدد من الشخصيات الهامة من البحرين ومن الخارج.
وقد قام الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة بافتتاح المؤتمر نيابة عن جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة.
ونحن دون مبالغة نقول أن من أبرز سمات العهد الميمون لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هي سمة التسامح واعلاء شأن المواطنة على كل ما عداها .
ولا شك أن إعلاء قيم التسامح بين مكونات المجتمع الواحد من ناحية وبين هذا المجتمع وغيره من المجتمعات على اختلاف أديانها ومذاهبها هو أكثر ما يحصن هذا المجتمع في مواجهة الفتن ويجعله قادرا على وأد جميع الفتن في مهدها وبالتالي يصون الأمن القومي للدولة ويسد الطريق على أي اختراق وعلى أي طابور خامس يقوم بإنهاك الدولة وهز استقرارها .
ومن أهم ما يساعد القائد الحكيم للدولة في ترسيخ قيم التسامح وتحصين البلاد ضد الفتن وجود تعليم ومناهج تعليم ترسخ هذه القيم وتصونها من جيل إلى جيل.
فالتعليم هو الذي يصوغ الفكر ويصنع عقول الشباب وبالتالي يحدد اتجاهات وسلوك هذا الشباب ،فكل سلوك وكل اتجاه أساسه الأول ما يتعلمه الشباب في المدارس وفي غيــر المدارس .
هذا الإرهاب الذي يحرق اركان العالم ويهدم الدول أساسه الفكر والقناعات التي تربى عليها هؤلاء المنتمين إلى هذه التيارات الإرهابية .
وان ما تجنيه البحرين اليوم من استقرار وبعد عن الفتن هو بلا شك نتيجة لتاريخ طويل من التعليم ومن المناهج التي ترسخ قيم التسامح وتعلي فكرة الوطن على كل ما عداها من انتماءات ومذاهب قد تتصارع فيسقط الوطن لا قدر الله .
وليس هناك شك أن كل الدول التي سقطت قد سقطت بتصدعها الداخلي قبل أن تسقط بأي شيء آخر .
ولنسأل اخواننا العراقيين لماذا خرجتم اليوم إلى الشارع وبماذا تنادون ،سيقولون لنا ننادي بالوطن بعد أن ضاع كل شيء وسقطت كل الوعود الكاذبة بعد إن نهب الوطن .
وان الرعاية الملكية السامية لهذا المؤتمر الذي يعقد على أرض البحرين حول دور التعليم في تعزيز قيم التسامح لهو تعبير عن قناعة جلالة الملك المفدى بضرورة تربية الشباب على هذه القيم ،ورسالة سامية من جلالته للعالم أجمع بضرورة البعد عن التعصب والتطرف في بناء العقول لكي يتحقق الأمن والسلام العالم كله .