“لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك لبيك،إن الحمد والنعمة لك والملك،لا شريك لك لبيك”،بهذا العبارات التي تهز القلوب وتنقي السرائر وتقهر الشيطان،ينطق الملايين من ضيوف الرحمن على أقدس بقعة على وجه الأرض وهي مكة المكرمة،في مشهد يماثل يوم الحشر،يوم يخرج الناس جميعا للحساب أمام رب العالمين.
اليوم لا أملك أن إلا أن أقول لكل اهل البحرين بلا استثناء:إني أحبكم جميعا،حفظكم الله ورعاكم وحفظ البحرين من كل سوء،فلا مجال ونحن في هذا اليوم العظيم إلا للكلمة الطيبة والدعاء بالخير والرحمة للجميع.
اليوم يستحضر أصحاب القلوب السليمة مشهد القيامة،”يوم لا ينفع مال ولا بنون،إلا من أتى الله بقلب سليم”،فعسى الله سبحانه وتعالى يشفي قلوبنا جميعا من كل أمراض القلوب ويهبنا الرحمة والعطف على بعضنا البعض.
اليوم يوم عرفه،ولا مجال لشيء سوى التوجه بالقلوب وبالعيون إلى الله سبحانه وتعالى طمعا في رحمته وغفرانه،أما الضغائن والحسابات كلها فلابد أن تختفي ويحل محلها التراحم والحب والمودة بين الناس،فالشيطان نفسه يهزم ويشعر بالقهر والضياع في هذا اليوم،لأن الله يغفر للناس فيضيع كل ما فعله الشيطان طوال العام بنظرة رحمة من الله لعباده الذي جاءوا إلى رحابه من كل فج عميق.
هذا المشهد المهيب الذي يقف فيه المسلمون من كل أركان الأرض في لحظة واحدة يتضرعون إلى الله ويذرفون الدموع طمعا في رضوان الله وندما على ما فات،هو أعظم مشهد يراه إنسان في حياته،حيث وحدة الزي والهدف والتجرد التام من الدنيا وما فيها من خطايا وذنوب.
لو أن هذا المشهد بكل معانيه يفعل فعله بعقول وقلوب المسلمين لأصبحنا أعظم وأقوى أمة على وجه الأرض،ولو أن هذا المشهد يمس قلوب وعقول البحرينيين لتخلصنا من كل متاعبنا وصراعاتنا وأصبحنا إخوة متحابين وأصبحنا حماة حقيقيين لهذا الوطن ومستقبله ووحدته.
اليوم نستحلفكم جميعا بالله أن تدعو للبحرين بالرخاء والاستقرار وتنسوا ضغائنكم،فلا حضن لنا ولا أمان إلا ونحن إخوة متحابين في هذا الوطن الغالي الذي يسكن فينا.
والله لو نظرنا وتأملنا ما حولنا وما هو بعيد عنا ،لتبين لنا أننا في حال يتمناها الملايين على وجه البسيطة،ولعلمنا أن الأمن والأمان لا يساويه شيء ولأخذنا هذا الوطن في أحضاننا راضين قانعين بما نحن فيه من نعيم يحسدنا عليه غيرنا ممن ضيعوا الأمن في بلادهم.
كل عام والبحرين كلها بخير وحب ووحدة ورخاء،وحفظ الله صانع نهضتها وصمام أمنها،جلالة الملك المفدى من كل سوء.