مشهد المواطن الهندي وهو يحمل زوجته المتوفاة فوق ظهره لينقلها من المستشفى إلى قريته التي تبعد عن المستشفى حوالي 12 كيلومترا من أعجب المشاهد التي يمكن أن يراها إنسان في حياته، وربما لم تصل السينما الهندية نفسها إلى صنع مشهد كهذا، رغم ما نعرفه عنها من تفوق في صنع مثل هذه المشاهد المؤثرة.
رجل فقير لا يجد المال الذي يمكنه من استئجار سيارة مناسبة لنقل زوجته المتوفاة فيحملها على ظهره شيء يدعو للبكاء على مأساة الرجل ويملأ نفوس البشر بالشجن لاحترام هذا الرجل العظيم لزوجته، ذلك الرجل الذي قام عن غير قصد برسم لوحة فنية مؤثرة تصفع الإنسانية كلها وتدينها، حيث كان لابد أن تتحمل جهة ما مسؤوليتها الإنسانية تجاه الرجل أو بالأحرى تجاه السيدة التي توفيت، فالموت له جلال واحترام، ولكن هذا لم يحدث، حتى جاء رجل يعرف أن الإنسانية ليست بنت وطن دون غيره وليست قاصرة على دين أو ثقافة بعينها، جاء ليقدم لهذا الفقير ما يستحقه من العطف والرحمة التي لا تزال موجودة في هذا العالم المليء بالإرهاب والقتل. هذا هو سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر الذي هزه هذا المشهد المؤلم فتولى الدفاع عن القيم النبيلة وأعلن بكل قوة أن الخير والرحمة والعطف والإحساس بالغير ليست مفردات قاموسية موجودة فقط في المتاحف اللغوية، ولكنها موجودة على أرض الواقع.
المساعدة التي قدمها سمو الأمير خليفة بن سلمان للمواطن الهندي شيء يدعو للفخر، وهذه اللفتة الإنسانية صدرت من مجد الوطن.
والحقيقة أن ما قام به سمو الأمير خليفة بن سلمان شيء يفتخر به كل عربي وكل مسلم، ونحن في هذا الموقف نعلن عن فخرنا بما قام به سموه من لفتة إنسانية هزت قلوبنا وجعلت الإعلام الهندي والمواطن الهندي يتمعن في قيمنا وثقافتنا ويبني لنا صورة ذهنية مشرقة.