بثينه خليفه قاسم
17 أكتوبر 2019
خطاب جلالة الملك المفدى
خطاب جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة في بداية الانعقاد الثاني للمجلس الوطني تضمن رسائل هامة للحاضر والمستقبل ورسم خريطة طريق لكل من يريد أن يخلص لهذا الوطن العزيز .لم يترك جلالته شيئا من شأنه أن يرفع من مكانة البحرين ويؤدي إلى تقدمها الا وتحدث عنه حديث الأب ،فبث فينا جميعا الحماس وحملنا المسئولية تجاه صنع المستقبل المشرق لأبنائنا .
الذي يستمع لكلمة جلالته أو يقرأها يشعر أنه يخاطب كل كبير وصغير على أرض هذا الوطن ويبث في الجميع الحماس ويعطي الجميع الأمل في مستقبل أفضل ،وليس مجرد خطاب برتوكولي أو تعليمات توجه إلى الحكومة أو المسئولين وحدهم .لقد كانت كلمة جلالته رسالة أبوية مفعمة بالحب والخوف على هذا البلد العزيز .
لا يمكن أن يتسع المجال في هذه العجالة لتناول جميع الرسائل التي وردت في الكلمة السامية لجلالة الملك لأن كل فقرة تفضل بها جلالته تحمل رسالة واحدة على الأقل ،رسالة نحتاج إلى أن ندرسها ونعيها ونضعها أمام أعيننا ونحن نعمل من أجل تقدم بلدنا الطيب .
فها هي رسالة جلالته الاولى على ما أتذكر :
“يشهد عالمنا اليوم متغيرات متسارعة وتحديات طارئة تستوجب منا إيجاد صيغة مناسبة من التعامل المرن والتفكير المتجدد للحفاظ على تقدمنا المستمر في ميادين العمل والإنتاج ….”
هذه رسالة غاية في العمق وغاية في الأهمية لكل من يقوم بوضع الخطط والاستراتيجيات الساعية لصنع مستقبل أفضل في جميع المجالات .فالمسألة ليست فقط وضع خطط واستراتيجيات والقيام بتنفيذها ولكن المفروض أن نمتلك القدرة على التعامل مع الطوارئ والمتغيرات التي هي سمة أصيلة من سمات العصر الذي نعيش فيه .
لابد أن نملك القدرة على التعامل المرن مع المستجدات التي لم تكن في الحسبان والا تعرضنا الى انتكاسات من جراء عدم القدرة على التعامل مع هذه المتغيرات .ويكفيني في هذه الزاوية كما أشرت إلى رسالة جلالته الأولى أن أشير إلى الرسالة الأخيرة في كلمة جلالته ،رغم أن بين الرسالتين العديد من الرسائل الأخرى ذات الأهمية :
” أن تحقيق التطلعات الوطنية يتطلب على الدوام المزيد من التنسيق والتعاون بين السلطات وأن تتحمل كل سلطة مسئوليتها المناطة بها دستوريا باستقلالية تامة ..”
هذه الرسالة الختامية لا تقل أهمية عن الرسالة الاولى فالأمم لا تتقدم الا بالتنسيق والتعاون وليس بسياسة الجزر المنعزلة.