خراب العراق

خراب العراق

العراق أصبح دولة تابعة لإيران في كل شيء، فحتى التصريحات التي تصدر عن المسؤولين في البلدين تتسم بالاتساق التام، وبالشكل الذي يجعلنا نعتقد أن تنسيقا ما يتم قبل إطلاق التصريحات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي.
نوري المالكي الذي خرب العراق بسياساته الطائفية المقيتة التي جلبت داعش وغيرها وجلبت الدمار والخراب وأخرج العراق الموحد من التاريخ لم يخجل من نفسه عندما وجه انتقاداته للمملكة العربية السعودية على خلفية حادث التدافع في منى، رغم أن الحجاج العراقيين لم يتعرضوا لمكروه.
حاج عراقي واحد هو الذي توفي جراء هذا الحادث الذي دبره حاقدون طائفيون يريدون الإساءة إلى السعودية الشقيقة التي تبذل جهودا جبارة وتضيف الجديد كل عام من أجل راحة الحجاج وأمنهم.
هذا الحاج العراقي كان يمكن أن يموت بالانفلونزا أو بالكوليرا التي تجتاح العراق هذه الأيام دون أدنى اهتمام من الحكومة العراقية التي يعشعش فيها الفساد حتى النخاع!
ولكن الطائفية والتبعية المخجلة التي تحكم تصرفات القائمين على الأمور في العراق وتحكم سلوك نوري المالكي المحرك الأساسي لكل ما يقولونه، وبالتالي فإن وفاة حاج عراقي واحد جريمة لا تغتفر، ولابد أن تقوم الدنيا ولا تقعد ولابد أن يلحق المالكي ويلحق محمد تقي المدرسي بركب المتطاولين على المملكة العربية السعودية الذين يريدون الاساءة إليها لأسباب لا علاقة لها على الإطلاق بحادث التدافع ونتائجه.
ماذا فعلت الحكومة العراقية من أجل حماية العراقيين من القتل والسبي الذي يقوم به تنظيم داعش ضد نساء العراق، سوى الكلام الفارغ عن التقدم على الأرض الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟
وماذا فعلت الحكومة العراقية في مواجهة الكوليرا التي حصدت أرواح الآلاف من العراقيين خلال الفترة الماضية؟
نوري المالكي الذي قتل ملايين العراقيين خلال حكمه وشرد الملايين الآخرين يتهم السعودية بالإهمال ويطالب بعدم تسييس الحج، وكأن السعودية هي التي تسيس الحج؟
هذا المالكي الذي تسبب عزفه الطويل للحن الإيراني في خراب العراق يواصل نهجه الطائفي الساعي لتقسيم المنطقة وتسليمها لإيران على طبق من فضة.
هؤلاء الطائفيون هم المسؤولون عن الفتنة وعن الاقتتال الذي تعيشه الأمة في الوقت الحالي، فهم الذين قاموا بخلق التطرف والتطرف المضاد وتسببوا في قدوم كل الإرهابيين إلى أرض العراق، وهم المسؤولون عن ما قام به الحوثي في اليمن، ولن ينالوا سوى الحصاد المر لأفعالهم ولن يكونوا إلا في مزبلة التاريخ.