جاءت ذكرى السادس من أكتوبر 1973 ومرت دون اهتمام إعلامي كبير، وكأن الهموم العربية الكبيرة التي تعيشها الأمة في الوقت الحالي تنسينا لحظات الانتصار في حياة هذه الأمة. فلم نر في الإعلام العربي الشيء الكثير عن ذكرى هذه الحرب المجيدة، باستثناء الإعلام المصري، رغم أن حرب أكتوبر كانت حربا لكل العرب، ورغم أن النصر تحقق بفضل تضامن كل العرب.
ولكن مشاركة مستشار جلالة الملك المفدى نبيل الحمر في الندوة الأولى لجمعية الصداقة البحرينية المصرية التي عقدت في جامعة القاهرة قبل أيام قليلة مع رئيس الجمعية الدكتور مفيد شهاب، ذكرتنا باللحظة الجميلة التي عاشتها الأمة العربية قبل 37 عاما في يوم السادس من أكتوبر 1973.
كلمة مستشار جلالة الملك أمام جمعية الصداقة البحرينية المصرية جاءت مفعمة بالمشاعر الجميلة تجاه الشقيقة مصر، وجعلتنا نعيش اللحظة التضامنية العربية التي لم نعشها، حيث عبر الحمر عن وقوف البحرين إلى جانب شقيقتها مصر خلال هذه الحرب التي أعادت الكرامة للأمة العربية بفضل التضامن العربي الذي لم يتحقق عبر التاريخ كما تحقق في هذا اليوم العظيم يوم السادس من أكتوبر 1973.
“نبيل الحمر” ذكرنا بما قامت به البحرين الوفية لعروبتها دوما من دعم لجمهورية مصر العربية الشقيقة وللجيش المصري البطل الذي أعاد الأرض والكرامة، بعد أن قدم الشهداء والدماء، ذكرنا بوقوف البحرين إلى جانب شقيقاتها لصنع النصر عن طريق منع النفط عن جميع الدول التي تساند إسرائيل بعد القرار التاريخي الذي اتخذه الراحل العظيم جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود في هذا الشأن.
وأشاد الحمر بدور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما كان وليا للعهد آنذاك في اعداد قوة الدفاع للقيام بمسؤولياتها لدعم خطوط الدفاع والذود عن الارض والكرامة العربية حيث تم اعداد مجموعة قتالية للاشتراك في هذا الواجب المقدس كدور اساسي للبحرين في التضامن مع دول المواجهة في حرب اكتوبر.
أعاد إلينا الحمر صور الحماس البحريني العروبي وتجمع أبناء البحرين أمام أجهزة المذياع لمتابعة بطولات الجيش المصري على جبهة القتال، وسيارات الإسعاف التي كانت تجوب كل شوارع البحرين لتلقي الدم من المواطنين الذين كانوا يتزاحمون من أجل مساعدة إخوانهم المصابين من المصريين والسوريين على جبهة القتال.
إنها البحرين التي لا تتغير أبدا في دعمها وعطائها وتضامنها مع أخواتها العربيات في وقت الشدة. هي البحرين التي تبرعت بالمال والدم لأهالي غزة البطلة عندما تعرضت للعدوان الإسرائيلي البربري في يناير 2009. هي البحرين التي تحولت إلى جنازة كبيرة يوم رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.
ما أحوجنا بالفعل إلى التذكير بحرب أكتوبر المجيدة، وإلى تعريف الأجيال التي لم تعش هذه اللحظة الاستثنائية أن التضامن العربي ليس أمرا مستحيلا وأنه بالتضامن يمكن للعرب أن يحققوا المستحيل كما فعلوا يوم السادس من أكتوبر.