حماس تنعى النظام السوري

حماس تنعى النظام السوري

أخيرا خرجت حركة حماس الفلسطينية عن صمتها وأعلنت عن أسفها لسقوط عدد كبير من القتلى السوريين، وربما كان لها بعض العذر في تأخرها في التعبير عن رأيها فيما يجري في سوريا، فقد كان النظام السوري من حلفاء حماس المقربين، وكانت إقامة قيادات كبيرة من حماس في دمشق، إلى جانب حكاية الممانعة التي أحب النظام السوري أن يوصف بها ضمن الأسباب التي أخرت بيان حماس طوال هذا الوقت.
وقد يكون تأخير البيان له سبب آخر مهما بالنسبة لحركة حماس نفسها، فقد كان ولابد من ترتيب أمور معينة تتعلق بانتقال قيادات حماس من دمشق إلى مكان أو أماكن أخرى، وقد حدث هذا على ما يبدو وغادرت هذه القيادات دمشق فعليا، حتى وإن لم تعلن هذا رسميا، ثم كان البيان الذي صدر معربا عن ألمها لسقوط الضحايا السوريين.
ورغم تأخر هذا البيان الحمساوي وكونه مجرد شيء للتاريخ لأنه يتعلق برجل جمعتهم به علاقات طويلة، ولكننا لا نقصد هنا لوم حماس على هذا التأخر، فالظروف التي يعيش في ظلها الفلسطينيون في الداخل والخارج وما تسببه لهم التغيرات الدولية والاقليمية والعربية من مواقف محرجة، تجعلنا نلتمس لهم العذر حتى وإن تأخر نطقهم بكلمة الحق كما حدث.
من المؤكد أن حماس كانت في وضع لا تحسد عليه، بعد أن اتخذ الإخوان المسلمون موقفا منددا بما يقوم به النظام السوري من تنكيل بأبناء شعبه، وبعد أن أعلن الدكتور يوسف القرضاوي الذي يعد مفتي الاخوان المسلمين موقفه من ذلك النظام.
ولكن بيان حماس، رغم ما فيه من تأدب مع صديق الأمس، يعد من وجهة نظري الخاصة بمثابة نعي مقدم للنظام السوري الذي يقترب من النهاية.
النظام السوري الذي قال يوم سقوط النظام المصري، بكل فخر وامتنان، أن نظام كامب ديفيد قد رحل، معتقدا أن حكاية الممانعة التي وصفوه بها، دون دليل، على مدى سنوات كفيله بأن تسكت الجوعى والمقهورين ومسلوبي الحرية والحقوق من أبناء الشعب السوري، ولكنه كان مخطئا في تقديراته وسوف يلحق بنظيره المصري ولكن بعد أن لوث معه جيشا كان ينبغي أن يكون مدافعا عن شعبه وليس قاتلا له، لوث الجيش السوري الذي لم يقتل ممن احتلوا أرضه مثلما قتل من أبناء شعبه.
لو كانت الممانعة الشفوية تكفي لبقاء اي نظام رغم أنف شعبه لكان لحكام أمريكا وإسرائيل وغيرهم أن يحكموا شعوبهم مدى الحياة.
النظام السوري الراحل عما قريب كان يجب أن يدرك أنه لا يوجد مبرر لبقاء أي نظام طالما أن الشعب مصمم على رحيله مهما كانت مبرراته التي يسوقها، فكل له مبرراته التي يستمد بقاءه من خلالها، ومن المؤكد أن شاوشيسكو والحجاج بن يوسف والقذافي وحسني مبارك كانت لهم مبررات قوية لبقائهم في السلطة.