هل سمعتم كيف برر حسن نصر الله الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها مقاتلو حزبه في سوريا الشقيقة؟ هل رأيتم كيف انكشفت الحقائق وظهر الوجه القبيح لشخصيات ودول طالما لبست ثوب الفضيلة وطنطنت بعبارات جوفاء ودغدغت مشاعر البسطاء؟
كم سوريا قتلت يا نصر الله؟ وكم امرأة سورية رملت؟ وكم ألفاً شردت تنفيذا لأوامر الولي الفقيه؟
“إذا سقطت سوريا سقطت فلسطين وضاعت المقاومة الفلسطينية”، هكذا قال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، مخاطبا أنصاره ومريديه مستخدما هذا المنطق الهزيل الذي لا ينطلي على دجاجة لكي يبرر تدخله في سوريا ومشاركته الحقيرة في ضرب المقاومة السورية خدمة لأسياده الإيرانيين الذين يبذلون أقصى ما يستطيعون للحيلولة دون سقوط النظام العميل الذي أشبع الأرض السورية بدماء الشهداء.
نصر الله يستخف بعقول مستمعيه بعبارة “إذا سقطت سوريا”، فعلى يد من، أو بيد من ستسقط سوريا؟وهل هناك دولة تسقط في أيدي شعبها؟
وما علاقة سقوط فلسطين أو بقائها بسقوط نظام لا يريده شعبه؟
كلام ليس به أي منطق ولا يمكن أن يقبله سوى الجهلاء الذين لم يرفعوا الغشاوة من على أعينهم حتى الآن،رغم أن ورقة التوت قد سقطت ولم يعد هناك شيء يستر هؤلاء الذين اشبعوا الأمة كلاما وصياحا حول المقاومة وحول الممانعة.
سوريا لن تسقط، والشعب السوري لن يسقط، إلا في مفاهيمهم المريضة، ولكن الشعب السوري سوف يرتفع كما كان دوما عبر التاريخ.
الشعب الذي يثور ضد الظلم وضد العمالة لا يوصف إلا بالبطولة والكبرياء،والدولة التي يعيش على أرضها شعب كالشعب السوري هي دولة لا تسقط أبدا.
الذي سيسقط هم العملاء وأنصارهم ممن باعوا الوطن في سوق النخاسة وآثروا أن يعيشوا خداما للولي الفقيه مهما حدث للدول التي تطعمهم وتسقيهم والذين يقاتلون باسم إيران ولا يعرفون للوطنية أي معنى.
الذي سيسقطون هم الذين وضعوا بقاءهم في كفة وبقاء الدولة برمتها في كفة وقتلوا وهتكوا الأعراض وباعوا أنفسهم للشيطان.
التي ستسقط هي البطولات الزائفة والخطب الجوفاء والسلاح الذي قتل من السوريين اكثر بكثير مما قتل من الذين احتلوا الجولان ودنسوا الأرض منذ أكثر من نصف قرن.
التي ستسقط هي الغشاوة الثقيلة التي منعت الكثير من البسطاء من رؤية الحقيقة وتسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة منذ وقت طويل،أما سوريا فلن تسقط ولن تستقيل،حتى وإن تمكن منها وكلاء الولي الفقيه.
فكفى كذبا على الشعوب وكفى حديثا عن المقاومة والممانعة وعن الصواريخ الكاذبة التي لم تصل إلى حيفا وما بعد بعد حيفا،ولكنها قتلت الوطنيين السوريين الساعين للحرية والكرامة.