“حزب الله وسقط القناع” هو اسم كتاب ألفه أحمد فهمي ونشرت طبعته الأولى في العام 2007، وهو من أهم وأثرى الأدبيات التي تناولت حزب الله اللبناني ونشأته ونشاطه وعلاقته بإيران الدولة التي أنشأته ودربته، وعلاقته بنظرية ولاية الفقيه، ونجاحه عبر العقود في ترسيخ دور المقاومة لدى الرأي العام العربي، واستخدام ذلك كحاجز يحول دون فهم الحقائق التي تتراكم في سياق مخالف لما يرسمه الحزب ويروج له.
ويحكي الكتاب عن البدايات الأولى للحزب في العام 1982 عندما أرسل الحرس الثوري الايراني عناصره لتدريب الجناح العسكري للحزب، وبقاء الكثير من هذه العناصر في بيروت وزواجهم من لبنانيات من الجنوب ومن زوجات الشهداء، إلى أن قامت إيران بتغيير أسلوب استخدام عناصر الحرس الثوري في لبنان وقررت تغيير طواقم التدريب كل ستة أشهر، بعد أن اكتشفت ارتباط عناصر من هؤلاء بالموساد الاسرائيلي.
هذا الكتاب يقدم كما هائلا من المعلومات المفيدة حول الخدمات التي طالما قدمها الحزب لايران والمهام الخارجية التي يتم تكليفه بها في خدمة الاستراتيجية الايرانية في المنطقة، ومن بينها استخدام أعضاء الحزب في قمع النشاط الثوري في منطقة الأحواز، وكذلك إرسال عناصر من الحزب إلى العراق بعد الغزو الأمريكي لها وسقوط الرئيس صدام حسين، للاستفادة بكونهم عرب في تجنيد مقاتلين والعمل كشرطة محلية في المناطق الجنوبية والعمل على تهريب عراقيين كانوا قد فروا إلى إيران منذ سنوات طويلة.
ويحكي الكتاب عن التحالف بين حزب الله وجيش المهدي في تنفيذ العمليات القذرة ضد السنة في العراق وتصفية الآلاف منهم.
ويقول الكاتب أن التعاون بين حزب الله وجيش المهدي تم بعد زيارة مقتدى الصدر لبيروت في عام 2004، حيث تم الاتفاق خلال الزيارة على تكوين فيلق الحسين وقوامه 5000 من العراقيين واللبنانيين للقيام بهجمات على المناطق السنية في بغداد.
ويشير الكتاب أيضا إلى وجود علاقة غامضة بين الحزب وبين تمرد الحوثي في اليمن، وإلى علاقته بالأفرع المنتشرة في الدول العربية ممن يتبنون نظرية ولاية الفقيه، وهي النظرية التي تجعل هذه الفروع بمثابة قنابل موقوتة يضبط زمن تفجيرها من قبل طهران.
إنه من المدهش أن نكتشف، بعد كل هذه الأساطير التي تم تسطيرها عن المقاومة وعن الشهداء الذين سقطوا، أن حركة أمل اللبنانية قد قتلت من حزب الله أكثر مما قتل من اليهود، وأن قتلى الصراع بين حزب الله وإسرائيل طيلة 24 عاما على الجانبين لا يبلغ نصف عدد قتلى الصراع بين حركة أمل وحزب الله على مدار خمس سنوات، وأن نصف القتلى الذين يعتبرهم حزب الله من شهدائه هم من الفلسطينيين.
وإنه لمن المحزن أن نكتشف مسؤولية حزب الله عن دماء آلاف العراقيين وأنه قتل من هؤلاء ومن عرب الأحواز أكثر بكثير مما قتل من الاسرائيليين طوال هذه السنوات التي شنف خلالها قادته آذان البسطاء العرب بخطب نارية عن المقاومة وعن الرعب الذي يسببه الحزب للعدو الصهيوني بسبب صواريخه التي تصل إلى ما بعد بعد بعد حيفا!