حزب الله دائما فوق الدولة… حتى في العراق

حزب الله دائما فوق الدولة… حتى في العراق

المليشيات إذا تكونت في دولة من الدول مهما كان سبب تكوينها وجيها ومهما بدت أهميتها وتعاونها مع الدولة في مواجهة خطر ما في لحظة ما، سوف تصبح يوما نقطة ضعف وأداة من أدوات هدم الدولة وتقسيمها، خصوصا إذا كانت هذه المليشيات، وهو ما يحدث في الغالب تأخذ التمويل والتوجيهات من خارج البلد الذي تعيش على أرضه، ويكون الأمر أشد سوءا إذا كانت العقيدة السياسية أو الدينية لا تعترف بالقومية ولا بالحدود ولا بالعلم الوطني، كما هو الحال لدى ما يسمى حزب الله.
هذه المليشيات في يوم ما لابد أن تساوم الدولة وتبتزها وتحاول أخذ ميزات إضافية وتحاول أن تتصرف خارج سلطة الدولة في أمور داخلية وخارجية وقد يصل الأمر إلى الذهاب للحرب في الخارج دون إرادة الدولة ودون رغبتها.
حزب الله العراقي فعل هذا الشيء بدرجة صارخة ولكنها ليست غريبة على هذا الكيان المليشياوي التابع لإيران، فقد فعل حزب الله اللبناني أكثر من ذلك بكثير.
حزب الله العراقي سير مجموعات من مليشياته إلى مركز شرطة التاجي شمال بغداد، قبل يومين وقامت هذه المجموعة المسلحة باقتحامه ثم اعتدت على منتسبي المركز وأخذت أسلحتهم ثم أطلقت سراح أعضاء الحزب المعتقلين، ووضعت بدلهم ضباط المركز في السجن وغادرت المنطقة.
وبعد ذلك قامت كتائب الحزب، بتوجيه خطاب شديد اللهجة للحكومة العراقية. وقالت في بيان لها إن من يعمل على نزع شرعية المقاومة والجهد الوطني الشعبي، سننزع عنه جلده، فهؤلاء حماة الشعب العراقي، مؤكدة، أن من كان يطالب بحصر السلاح بيد الدولة، وهي محتلة بشكل كامل، عاد اليوم ليطلب من نفس الراعي ليحاضر بالولاء والشرعية. وقال القائد العسكري للكتائب في حديث لموقع الكتائب الرسمي، إن “من يعمل على نزع شرعية المقاومة والجهد الوطني الشعبي، سننزع عنه جلده وسنكشف ارتباطه برعاة النزع والحصر، فهؤلاء حماة الشعب العراقي وليس لأحد المنة عليهم ولا على سلاحهم”. وأضاف أن “سلاح وشعبية وقدرات كتائب حزب الله تعاظمت إلى مئات الأضعاف عما كانت عليه في وقت الاحتلال، وهذا مصدر عز وفخر واطمئنان للأحرار والمخلصين، ومصدر قلق وريبة للأعداء والتابعين”.
ها هي النتيجة إذا، فالحزب احتكر المقاومة لنفسه كما يفعل حزب نصر الله واعتبر نفسه فوق الدولة وهدد بنزع جلد من يحاول أن ينزع سلاحه، فهنيئا للعبادي هذا الوضع الرديء الذي وصلت إليه العراق بسبب السياسات الطائفية وسيطرة إيران على الدولة العراقية.
حزب الله العراقي لا يختلف عن حزب الله اللبناني ولا يختلف عن حزب الله في أي مكان آخر، فهو لا ينتمي للدولة التي يعيش على أراضيها، ولكنه عبارة عن إيران صغيرة تعمل داخل هذه الدولة أو تلك. وحيدر العبادي أو غيره عليه أن يختار ما بين الاحتفاظ بجلده وبين نزع سلاح حزب الله الذي أهان سلطة الدولة وهيبتها.
صحيح أن العبادي رجل شيعي، هو وحكومته يشتركان مع حزب الله في مسألة التبعية لإيران، ولكن هناك درجات وهناك مهام لكل طرف وهناك احترام ينبغي أن يتوفر لإيران الصغيرة الموجودة على أراضيه، ولا يجب أن تتجرأ الشرطة العراقية وتقوم بتوقيف رجال حزب الله.