حان وقت التحرك ضد إيران
19 فبراير 2018
هذه عبارة تشبه النكتة قالتها نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة قبل أيام .
أما عن سبب التحرك ضد إيران الذي نادت به السفيرة الأمريكية،فهو لأن الولايات المتحدة لديها تقارير تقول أن إيران اخترقت قرار الأمم المتحدة الصادر في ٢٠١٥ بحظر إمداد اليمن بالسلاح وأن التقرير أثبت وجود أسلحة من منشأ ايراني في اليمن وأن الصاروخ الذي أطلق على الرياض كان صاروخا إيرانيا.
فهل كانت الولايات المتحدة من عام ٢٠١٥ الذي صدر فيه القرار وحتى عام ٢٠١٨ محتاجة فعلا الى اثباتات تبين لها أن إيران تقدم السلام الحوثيين ؟أم أن الولايات المتحدة تتحرك فقط عندما تريد أن تتحرك؟
ولو أرادت الولايات المتحدة أن تتحرك ضد إيران بالفعل لما احتاجت لكل هذا الوقت لكي تأتي بالدليل الذي يعرفه الجميع وهو أن كل رصاصة أطلقها الحوثيون هي رصاصة إيرانية ،ولكن المسألة هي مسألة مصالح لا أكثر ولا أقل.
عندما أرادت الولايات المتحدة أن تتحرك ضد العراق وتحطم مقدراته لم يكن لديها أي دليل على ما ساقته من ذرائع للتدخل في العراق واحتلاله وإعطائه هدية على طبق من فضة لايران،ولكن النية الأمريكية التي كانت معقودة على تدمير العراق هي الأساس ،أما الدليل والحجة فهو مسألة بسيطة حتى وان تعلق الأمر بقتل وتشريد ملايين البشر .
الولايات المتحدة لا تتحرك بالأدلة والبراهين ،وخير دليل على ذلك هو استهانتها بكل حقائق التاريخ وكل مواثيق الأمم المتحدة عندما قررت نقل عاصمتها إلى القدس واعترفت بها عاصمة لدولة الاحتلال !
الحقيقة هي أن الولايات المتحدة عندما تريد الضغط على اي دولة لسبب أو لآخر تقوم فورا بإخراج الدليل من جعبتها المليئة بالأدلة ،سواء كان دليلا قديما وأكيدا مثل تسليح إيران للحوثيين أو دليلا يتم طهيه بسرعة مثل امتلاك العراق لأسلحة نووية،ثم تتحرك ضد هذه الدولة تحت غطاء من تنظيرات الميديا الأمريكية.
إذا كانت الولايات المتحدة تريد ألف دليل على أن إيران هي أكثر سبب للخراب والدمار في المنطقة ،فالأدلة موجودة،ولكن ليست الأدلة والانتهاكات هي من يحرك الولايات المتحدة في المنطقة.