حادث بني جمرة ليس أول حادث إرهابي يقع في البحرين، ولن يكون الأخير أيضا، طالما بقت القوانين البحرينية غير كافية لردع الذين يسعون لهز كيان هذا الوطن والقضاء عليه.
فعلى مدى العامين الماضيين واجهت البحرين على وجه الخصوص الكثير من الحوادث الإرهابية، بخاصة تلك التي تستهدف رجال الأمن.
وهناك تواز واضح بين الإرهاب الفكري وبين عمليات الإرهاب التي قتلت وشوهت وأصابت الكثير من رجال الشرطة، فالمرجعيات التي تبث الكراهية والفتنة تصف رجال الشرطة بأسوأ الصفات وتجعل صورتهم في نظر الشباب كصورة المحتلين الغزاة وليس صورة الرجال الساهرين على أمن البلاد واستقرارها.
هذه الحوادث ليست عمليات عشوائية ينفذها ثلاثة أو أربعة أفراد غاضبين دون ترتيب، ولكنها عمليات مخططة ترعاها منظمات وترعاها دول ويتم تصعيدها في أوقات معينة.
والحوادث الإرهابية واردة بشدة خلال المرحلة الحالية، ليس فقط لأسباب داخلية، ولكن أوضاع المنطقة برمتها تجعلنا نتوقع الكثير من العمليات الانتقامية هنا وهناك.
الحرب الطائفية في المنطقة قد أصبحت واضحة المعالم مكشوفة الوجه، فإيران وعملاؤها ووكلاؤها يعملون أسلحتهم ذبحا في الشعب السوري، حماية للدكتاتور العميل، ودول الخليج العربي تنحاز بكل السبل للشعب السوري المكلوم، وبناء عليه ستكون هناك عمليات انتقامية هنا وهناك، وسوف تكثف إيران من دعمها لخلاياها النائمة وغير النائمة لتقض مضاجع هذه الدول.
مهمة رجال الاستخبارات ورجال الأمن ستزداد صعوبة الأيام القادمة، لأنه من الضروري أن تكون هناك يقظة تامة في متابعة الطابور الخامس الإيراني المنتشر في دول الخليج.
وإذا كانت إيران قد أعلنت أنها اكتشفت خلية استخباراتية تابعة لدولة عربية وصفتها بأنها حليفة للصهيونية العالمية وعدوة للإسلام، فإيران لها عشرات الخلايا المعلنة التي لا تحتاج إلى جهد في كشفها، تعمل في كل المجالات ابتداء من المنبر إلى المدرسة إلى المستشفى.
وعلى البحرين وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي أن تتخلى عن ذلك الحذر الذي أصبح بلا معنى وأن تتعامل بشجاعة أكثر مع كل من يدعم الإرهاب ويحرض عليه، فالشعب البحريني منذ وقت طويل وهو ينعت الدولة البحرينية بالتهاون والمحاباة في هذا الملف، ولا يرى سببا مقنعا للتهاون مع شخصيات تضرب الوطن في الصميم.
إذا كانت القوانين الحالية لا تسمح إلا بهذا المستوى من التعامل مع رعاة الإرهاب، فلماذا لا تتغير القوانين حماية لكيان الدولة وبقائها؟
ما الذي سيبقى إذا اشتعلت الحرب الأهلية في أرجاء البلاد؟ وهل ستنفعنا المنظمات الحقوقية التي لا نفهم لها هدفا سوى إثارة الفتنة ودعم الطائفية في البلاد؟ لقد حذرنا مرارا من أن المقصود من العمليات الإرهابية ليست تحقيق أهداف سياسية معينة أو إجبار الدولة على تقديم تنازلات معينة، ولكن الهدف الأصلي هو الدولة البحرينية وبقاؤها على النحو الذي هي عليه الآن.