حادثة التدافع وتفجير الأحقاد على السعودية

حادثة التدافع وتفجير الأحقاد على السعودية

 
الحج عبادة وركن من أركان الإسلام الخمسة، والحج سمو روحي وأخلاقي واستحضار لمشهد القيامة وقيام الناس للحساب أمام الله سبحانه وتعالى، وبالتالي تسييس الحج واستخدامه في تحقيق أهداف سياسية ودنيوية أمر يرفضه الدين القويم.
ولكن الحاقدين الراغبين في الحصول على زعامات والحالمين بقيادة الأمة الإسلامية والحديث باسمها لا تشغلهم إلا مصالحهم، فيقومون من وقت لآخر، إما باصطناع أحداث سيئة تعكر أجواء الحج، أو على الأقل يقومون بتضخيم أحداث صغيرة لكي يحرجوا المملكة العربية السعودية التي تتشرف بخدمة الأماكن المقدسة وتنال احترام الأمة كلها لما تقوم كل عام به من إضافة كل جديد يخفف من أعباء الحج ويضمن سلامة حجاج بيت الله الحرام.
ولكن الحاقدين الذين لا ترى أعينهم حجم الإنجازات الهائلة التي تحققت لا يعترفون بكل هذا ويصممون على إفساد هذه العبادة الروحانية ويسعون للنيل من المملكة.
كان من المتوقع هذا العام بالذات أن تقع احداث كبيرة خلال موسم الحج، لأن الحالة التي تعيشها المنطقة،خصوصا الحرب في اليمن كانت لابد أن تدفع هؤلاء إلى استخدام موسم الحج في توجيه طعنة للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
الحاقدون يعلمون علم اليقين أن الحج عبادة وليس نشاطا حياتيا عاديا يقتضي القيام بإجراءات أمنية متشددة في كل صغيرة وكبيرة، خصوصا أن التضييق الأمني الشديد لا يتناسب مع طبيعة الحدث وروحانياته، وهو ما يسهل لهم تنفيذ مؤامراتهم الدنيئة مثل حادثة التدافع التي وقعت في منى هذا العام، وهي حادثة غريبة بالفعل، إذا ما نظرنا إلى حجم الإنجازات التي تحققت وجعلت من رمي الجمرات أمرا غاية في السهولة، وهو أمر يعرفه كل من زار هذه المنطقة.
الجميع يعرف أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها دول وأجهزة استخباراتية باستخدام الحج في تنفيذ انشطة سياسية وإرهابية، فسبق واستخدمته المخابرات الأميركية في صراعها مع الاتحاد السوفيتي السابق،وسبق واستخدمته إيران في تنفيذ الفتن والمؤامرات ضد غيرها من الدول.
واليوم، وفي ظل ما تمر به المنطقة من فتنة طائفية مصنوعة بأيدي دول معروفة، وفي ظل الحقد الذي تحمله دول معينة على المملكة العربية السعودية ودورها ورمزيتها كدولة تتشرف بوجود قبر الرسول والأماكن المقدسة على أراضيها، كان لابد ان تقع هذه الأحداث التي سقط خلالها مئات الحجاج، سعيا إلى الاساءة إلى المملكة، ورغبة في إقناع العالم الاسلامي وغير الاسلامي بضرورة تدويل الأماكن المقدسة والاشراف عليها من قبل دول أخرى، من بينها بطبيعة الحال الدول الإسلامية التي ترى انها جديرة بقيادة العالم الإسلامي مثل تركيا وإيران.
ولكن هذا لن يحدث، فهذه الأرض السعودية العربية التي اختصها الله بشرف هذه الأماكن وبقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ستبقى ما بقي الدهر تقوم بدورها المشرف في خدمة هذه الأماكن وتيسير عبادة الحج على كل القادمين من أرض الله.