إيران وحزب الله يهددان البحرين بالويل والثبور إذا ما استمرت في حبس أمين عام جمعية الوفاق علي سلمان.
التهديدات الإيرانية جاءت هذه المرة من العضو البرلماني حسن تقوي، والبقية تأتي!
هناك حقيقتان مهمتان فيما يجري في المنطقة بشكل عام خصوصا في البحرين، الحقيقة الأولى هي أن اللعب أصبح على المكشوف وإيران تتدخل في شؤون الدول العربية دون أي تحفظ وتوزع الأدوار على مسؤوليها وبرلمانييها لكي يطلقوا التهديدات هنا وهناك لدعم الموالين لها في الدول العربية خصوصا في البحرين وتبرير ما يقوم به هؤلاء والدفاع عنهم في كل الأحوال، حتى إن كانت التهم الموجهة إليهم واضحة ومسجلة ولا سبيل لإنكارها، تماما كما يحدث الآن، حيث قال أحد محامي علي سلمان إن النيابة “واصلت مواجهة سلمان بالتسجيلات المشتملة على دعوته الترويجية والتحريضية التي تبرر استخدام العنف وتحمل تهديدا باللجوء إلى القوة العسكرية ضد سلطات الدولة”.
والحقيقة الثانية هي أن أتباع إيران في البحرين ماضون في طريقهم في مواجهة الدولة البحرينية على اعتبار أن هذا هو الوقت المناسب من وجهة نظرهم لتنفيذ المخطط الإيراني في المنطقة، بعد الذي جرى في اليمن والذي يجري في العراق وفي غيرها من الدول العربية، وبالتالي فالتحرك العنيف ضد الدولة أمر حتمي في الوقت الحالي، سواء تم حبس علي سلمان أو لم يتم حبسه، فالعنف وتغذية العنف استراتيجية حالية وقادمة في البحرين، ويعرف جيدا أن دعوته للعنف ضد الدولة ودعوته لإسقاط نظام الحكم سوف تسجل وسوف تواجهه بها النيابة وأن نتيجة مخالفة القانون تقتضي المحاسبة، ولكن يريد هذا الحبس من أجل دعم الدعوة للعنف وتسخين الأجواء وإعطاء رسائل للخارج.
نحن إذا في حرب مع مشروع طائفي يجري ويتم دعمه بواسطة إيران وغيرها وهذه الحرب تستخدم فيها كل الأسلحة القذرة من قبل أصحاب وأدوات المشروع الطائفي، ولا مجال أمامنا بالتالي سوى تطبيق القانون البحريني بحذافيره ضد كل من يخرق هذا القانون، ولابد أن نعرف أن أي تنازل تقدمه الدولة البحرينية بسبب ضغوط أو ابتزاز سياسي لن يحل المشكلة لأن الابتزاز استراتيجية ثابتة في هذه الحرب التي يتم فرضها علينا.
ولنسأل أنفسنا: ما معنى أن تعلن إيران في هذا التوقيت أن لديها جيوشا في الدول العربية المختلفة تفوق بكثير مليشيا حزب الله الإيراني الموجود على أرض لبنان؟ وما هو عمل هذه الجيوش الإيرانية وما هو مستقبل هذه الجيوش وخططها القادمة؟
لابد أن نتعامل مع القضية على محمل الجد، فالدعوة للعنف ضد الدولة والدعوة الصريحة لقلب نظام الحكم هي تعبير عن استراتيجية معتمدة للمرحلة القادمة ومرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة.