عند لحظات الخطر يظهر الرجال وتظهر المواقف ووتتجلى عظمة الأمم وقادتها وشعوبها، وها نحن قد شهدنا لحظة تاريخية عظيمة وموقفا عظيما من المواقف التي عشناها أو قرأنا عنها لأسرة عبدالعزيز آل سعود.
ها هو جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤكد لنا من جديد أن المملكة العربية السعودية دولة عظيمة بقادتها وبشعبها، ويجعلنا نشعر بالأمن والاطمئنان ونوقن أن الأمة العربية أبدا لن تموت، طالما أنجبت رجالا كالملك عبدالله بن عبدالعزيز.
في اللحظة التي تتعرض فيها جمهورية مصر العربية لخطر الفتنة والحرب الأهلية… في اللحظة التي تجمعت فيها قوى دولية وإقليمية وعربية من أجل تمزيق مصر وضرب جيشها العظيم الذي هو جيش الشعب وحده… في اللحظة التي قامت فيها جماعة مجرمة ببيع وطنها والسعي لتنفيذ مخططات أعداء مصر وحملت السلاح على الجيش والشرطة والشعب، وقف جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليقول لا لقوى البغي والضلال ويقولها واضحة مجلجلة للجميع إن مصر لن تكون أبدا وحدها وان المملكة ستقف إلى جانب مصر وشعبها ضد دعاة الفتنة والضلال، ودعا جميع الدول العربية والإسلامية للوقوف إلى جانبها.
عند الشدائد يعرف الرجال، وها هو جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعلن وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر، بعبارات واضحة لا تقبل التأويل، مخاطبا العالم كله ومحذرا الجميع من الوقوف في معسكر الباطل حتى لا يندمون يوم لا ينفع الندم.
كلمات جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز سوف يسجلها التاريخ بأحرف من نور، خاصة بعد أن تنتهي المحنة التي تمر بها مصر الشقيقة ويدرك الجميع أن مصر كانت في مواجهة خطر لم تر مثله في تاريخها الذي نعرفه وهو خطر تقسيمها والقضاء على جيشها الذي هو الجيش الوحيد في الدول التي تعرضت لاضطرابات وبقي موحدا قويا.
المملكة العربية السعودية ومعها البحرين ودولة الإمارات العربية والكويت وكل الدول الوفية لعروبتها وإسلامها تقف مع مصر الشقيقة في محنتها لتتمكن من القضاء على الإرهاب الذي يتمثل في جماعة مجرمة تلعب دور حصان طروادة في الجسد العربي وتعمل على هزيمته من الداخل وتفتيته لصالح أعدائه رافعة راية الإسلام والإسلام منها براء.
لقد ذكرنا جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالراحل العظيم جلالة الملك فيصل عندما وقف مع مصر وقفة الأبطال في حرب أكتوبر عام 1973 حتى تحقق النصر للعرب على العدو الصهيوني آنذاك، حيث أمر رحمة الله عليه بفتح خزائن المملكة لمصر تأخذ منها ما تشاء.
جلالة الملك عبدالله يعرف قيمة مصر وشعبها ويدرك حجم الخطر الذي يمكن أن يحل بالأمة كلها إذا ما سقطت مصر فريسة للإرهاب الأسود الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين، ولذلك كان موقفه التاريخي العظيم الذي يتنظره منه كل الشرفاء الأوفياء لأمتهم وإسلامهم.