بثينه خليفه قاسم
٢٧ ديسمبر2019
جرباء القطيع ،طريدة الحياض
بعد أن فرغت من كتابة عمودي السابق عن اللغة العربية واهمال أبنائها لها ،لا ادري أي صدفة قادتتي الى اليوتيوب لاتفاجأ بمشهد لمذيع يمني صغير السن غير معروف يقدم لبرنامجه بلغة عربية رصينة ومؤثرة رغم أن استخدام مفردات تراثية واستخدم صورا شعرية قديمة واستخدام عبارات الوقوف على الأطلال والبكاء لفراق الأحبه في التعبير عن حالة من حالات الانحطاط السياسي ،ورغم اختلاف المشهد الذي استخدمت في وصفه هذه المفردات التراثية عن المشهد الحالي الذي تحدث عنه المذيع.
فماذا قال هذا المذيع الشاب بلغته العربية الجميلة وبالقائه الرائع ؟
((الدوحة جرباء القطيع ،طريدة الحياض خرجت من حيها يوم أن ضاجعت عشيقها سفاحا ،فلعنتها الجغرافيا وتقيأها التاريخ ،واستباحها فتى تركيا يدين بفكر هجين بين العلمانية والعنصرية ..منحته قلادة جيدها النحيل اخر ما تبقى من عروبتها ،ونست أو تناست أن الحرائر في سوق النخاسة جواري وأن العنب خارج منابته تبن..
هناك في دوحة الحمدين تتحرك خلايا غرف الظلام لتدس في الأريج روائح الكير وتقدم دم اخوتها وقلاع أمتها قربانا لأسيادها ..ذبحت طفلا في الشام واستباحت عرض أختها في العراق وأكلت من أمعاء عمومتها في اليمن وسرقت درج أهلها في بنغازي ،ثم جثت خاشعة في محراب شيخ وقور لم يبق من ماء وجهه ما يسد رمقه ،يقسم الفتوى على هواه ويلبس الدين على مقاس أهدافه ويحمل راية الإسلام زورا .
لكن مهلا يا قطر ..ليست كل المنازل رامة ،ولا كل بيضاء الجبين عروب ! ولنا أن نتساءل لماذا تنفضح في كل مرة خبايا الدوحة ؟هل باعها الشريك ؟أم سئمها الحليف ؟ أم أن خزائن المال لم تعد تكفي لإرضاء الزعيم ؟وماذا بعد الهوان من ذل ؟ مرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامح ” بتوقيت عدن”)).
هذه المقطوعة التي تلاها هذا المذيع الشاب قدم وصفا شاملا ونادرا للحالة القطرية العجيبة شد به آلاف وآلاف من المشاهدين على هذا اليوتيوب .انني شخصيا سأحتفظ بهذه المقدمة النادرة لأستند عليها في حديثي عن الفصاحة والطلاقة وللتدليل على أن البلاغة هي مراعاة مقتضى الحال.