لأن العلاقات السعودية المصرية لم تعد علاقات مصيرية لهاتين الدولتين الشقيقتين فقط ولكنها مصيرية للأمة العربية كلها في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة، فهناك كثيرون من صناع المؤامرة وأذيالها في المنطقة وخارجها يسعون بكل السبل لإفساد هذه العلاقات وتكون أسعد لحظاتهم عندما تلتقط آذانهم وأعينهم المريضة خبرا أو شائعة أو حدثا هنا أو هناك يشير إلى أن هناك جديدا في العلاقات بين البلدين أو بين مصر وبين أية دولة خليجية.
ولأن المؤامرة لن تمضي في طريقها بشكل أسرع إلا إذا سبحت إحدى الدولتان في تيارات مختلفة عن تلك التي تسبح فيها شقيقتها، فسيظل الخونة في الصحف وفي القنوات العميلة في الإعلام العربي يراقبون بشغف وقلق كل حركات وسكنات المسؤولين المصريين والسعوديين في كل المواقف باحثين عن عطسة أو تقطيبة جبين من أي مسؤول من البلدين لكي ينسجوا القصص والحكايات ويقوموا باستدعاء المرتزقة ممن يطلق عليهم “محللون ومختصون” ليقولوا لهذه القنوات ما تريده بالضبط حول علاقات البلدين!
رأينا التسرع في استنتاج الأحكام ورأينا الشماتة والفرحة تفوح من تقارير قناة الجزيرة ومن تقارير الكثير من الصحف المشبوهة التي تقبض ملايين الدولارات وتنال الإعلانات من الشركات الكبيرة لأن خالد مشعل زار السعودية، على اعتبار أن خالد مشعل ينتمي لحماس التي تنتمي للإخوان!
فزيارة خالد مشعل للسعودية بالنسبة لهؤلاء معناها انقلاب تام في العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، ومعناها أن السعودية تقوم بإعادة بناء التحالفات الإقليمية من جديد، فما هذا الخبل السياسي والعقلي؟
في اعتقادي إن تقارير الفتنة والشماتة التي تصيغها الجزيرة بأيدي إعلاميين مهرة لا تنم عن غباء أو عدم فهم لطبيعة العلاقات بين بلدين مثل مصر والسعودية في هذه اللحظة الخطيرة، ولكنها تنم عن رغبة وسعي خبيث لإفساد العلاقات بين البلدين، على اعتبار أن هذه التقارير يمكن أن تدق إسفينا معينا بين كتاب وإعلاميي البلدين ويتم استدراجهم إلى النقد والنقد المضاد الذي يمكن ان يفسد هذه العلاقات بالتدريج!
ورغم الفشل المتكرر لهذه المحاولات – فهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها أذيال المؤامرة إثارة الغبار على علاقات البلدين – إلا أن هذه المحاولات سوف تستمر، لأن فك الارتباط بين السعودية ومصر سيكون بداية الانهيار لآخر السدود وأقواها.
ونحن نقول للحالمين العملاء، حتى لو كانت زيارة خالد مشعل للسعودية زيارة سياسية وليست زيارة للعمرة،وحتى لو كانت هناك وساطة سعودية بين مصر وحماس، فهذا لا يحتم إفساد العلاقات المصرية السعودية، إلا في عقول أرباب الفتنة الذين يطقطقون آذانهم ليلا ونهارا انتظارا لخبر كهذا.