تحت هذا العنوان نشرت جريدة السياسة الكويتية يوم الأحد الماضي “16 مارس” أسرارا مدهشة حول التمويل الذي يتلقاه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، خصوصا في مصر من أموال الدولة الكويتية، ومن خلال وزارة حكومية كويتية.
قالت الجريدة إن مستندات وتحقيقات وشكاوى عدة بينت أن قياديين في وزارة الأوقاف الكويتية اعتمدوا “صرف مبالغ طائلة لمجموعة كبيرة من الشباب ليشاركوا في أنشطة المخيمات الربيعية وأنشطة العشر الأواخر من شهر رمضان التي تقيمها الوزارة، التي تصل ميزانيتها إلى أكثر من أربعة ملايين دينار”، لافتة الى أن تلك المخيمات “تستغل لتجييش الشباب وغسل أدمغتهم بالأفكار الهدامة وترسيخ فكر الإخوان فيهم تحت غطاء تعليم الرياضة واكتساب بعض الحرف التي تفيدهم”.
كما تحدثت الجريدة في نفس الخبر عن مكافآت تبلغ ملايين الدنانير تم منحها لكوادر جماعة الإخوان العاملين في الوزارة، وقالت إن وثائق ومصادر الوزارة أظهرت أن إدارة الدراسات الإسلامية المعروفة باسم “الإدارة الحلوب” تمول أيضا أعضاء في التنظيم العالمي للإخوان في مصر بطرق عدة من بينها إصدار أذونات لتحويل أكثر من 150 إخوانيا مصريا دخلوا إلى البلاد في الفترة الماضية إلى وزارة التربية”.
هذا الكلام خطير جدا من وجهة نظري ومعناه أن ما خفي كان أعظم، فإذا كان هذا هو ما أوردته الجريدة من مبالغ مالية أنفقت على تنظيم الإخوان خلال فترة من الزمن بينتها الوثائق التي بين يدي الجريدة، فكيف يكون الحال وكم هي الأموال التي أنفقت خلال عشر سنوات مضت؟
وإذا كانت هذه الأموال قد أنفقت من قبل وزارة حكومية مؤتمنة على أموال الشعب، فكم من الأموال أنفقت من قبل رجال الأعمال والجمعيات أو الهيئات البعيدة عن الإشراف الحكومي؟
نحن لا نعلق على ما أوردته السياسة الكويتية من باب التدخل في الشأن الكويتي أو من باب الانتقاد لأداء وزارة الأوقاف الكويتية أو غيرها من الوزارات، ولكننا وجدناها فرصة لكي نشير إلى خطورة مسألة التمويل الذي طالما حصل عليه الإخوان من أموال شعوب الخليج، أخذا في الاعتبار الحقائق الجديدة التي تكشفت عن هذه الجماعة وأهدافها خلال الثورات العربية على مدى السنوات الثلاث التي مضت. فإذا كان ارتباط الكثير من أهل الخليج بالدين وسعيهم لنصرة الإسلام هو الذي جعلهم يغدقون العطاء على هذا التنظيم الذي رفع شعارات براقة كثيرة على مدى سنوات طويلة مضت، فقد تكشفت أمور كثيرة حول خطورته على امن الخليج وبقائه.ومن المؤكد أن الخليج العربي كله – وليست الكويت وحدها – يشكل المورد الرئيس لكل أنشطة الإخوان المسلمين في العالم كله، لذلك ينبغي أيضا أن يكون للخليج العربي الدور المهم والحاسم في تقليم أظافر هذا التنظيم ومنعه من الاستمرار في هز استقرار الدول العربية وإنهاء حلمه الذي يسعى إلى ابتلاع هذا الخليج كله.