تعيين ولي العهد “زيادة الخير خيرين”

تعيين ولي العهد “زيادة الخير خيرين”

القرار الذي تفضل به صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتعيين سمو الأمير سلمان بن حمد ولي العهد نائبا أول لسمو رئيس الوزراء أثلج صدور كثيرين دون شك وأدى إلى درجة عالية من التفاؤل لدى كثيرين.
ربما لا يمكننا أن نحدد سببا أو مجموعة من الأسباب لهذا التفاؤل الذي شعرنا به عقب علمنا بالقرار الملكي الميمون، ولكن السر الذي جعلنا نفرح بالقرار يكمن في شخصية سمو الأمير سلمان بن حمد وثقتنا في قدرته على القيام بمهمته الجديدة على أكمل وجه.
فشخصية سمو الأمير سلمان مرتبطة دوما بالنجاح وبالثقة بالنفس وبالشعور بنبض الشارع البحريني، وهي أمور تدعو للتفاؤل.
صحيح أن على رأس مجلس الوزراء واحد من أعظم الرجال في تاريخ البحرين هو سمو الأمير خليفة بن سلمان الذي له لمسة خير وعطاء وبناء في كل شبر من أرض البحرين،ولكن كما يقول المثل :”زيادة الخير خيرين”،فمن الحكمة في هذه اللحظة التاريخية أن يكون يكون رمز المستقبل إلى جوار رمز الحاضر والماضي.
الدليل على ما أقول أن أول كلمة قالها سمو الأمير سلمان في رده على القرار السامي الذي تفضل به جلالة الملك المفدى “نتعهد بإعادة البحرين نموذجا للتوافق ونحارب الإقصاء”.
هذا هو أهم وأول وآخر ما تريده البحرين في هذه المرحلة الحساسة،بل هذا هو ما تريده البحرين لكي تقوم من كبوتها وتضمن لنفسها مستقبلا آمنا مستقرا.
وإن تحقيق هذا الهدف الذي وضعه سمو الأمير سلمان نصب عينيه من اللحظة الأولى سيكون انتصارا تاريخيا ككل الانتصارات التي أحرزتها الشعوب وكانت بداية انطلاقة جديدة لها.
القائد الفذ القادر على صنع المستقبل لبلده هو الذي يستطيع أن يضع يده على موضع الألم ويعالج المرض من قبل أن يستفحل.
والأمم التي صارت عظيمة وقوية هي الأمم التي كان لها الحظ أن قيد الله لها قيادة معينة في لحظة تاريخية معينة، فقامت برأب التصدعات التي عانت منها وداوت الجروح المفتوحة من قبل أن تتعفن وتؤذي الجسد بأكمله.
هكذا بين لنا التاريخ وهكذا عرفنا من سير القادة العظام الذين حق لهم أن يخلدوا لأنهم أنقذوا بلادهم من الخطر.
عند لحظة معينة كانت الولايات المتحدة، تلك الامبراطورية التي يحسب لها العالم ألف حساب،كانت على حافة الخطر وكانت على وشك الانهيار التام بسبب الحروب الداخلية ولكن الله قيد لها رجل اسمه “أبراهام لنكولن” الذي استطاع أن يبعث فيها روح الوحدة ويطفئ نار الحرب التي تأتي على الأخضر واليابس، فنجت أميركا وأصبحت كما نراها الآن.
وعلى العكس هناك قادة تسببوا في تدمير بلادهم بسبب كلمة قالوها ولم يكونوا على قدرها، وسقطوا في فخ الحسابات الخاطئة أو الطموحات التي تفوق إمكانياتهم، فخسروا كل شيء وهدموا مستقبلا كان مضمونا لشعبهم.
القائد العظيم هو الذي يفهم عقلية شعبه وتطلعاته  ويلمس معاناته التي يعبر عنها والتي لا يعبر عنها ويبث في الناس الإحساس بالأمان ويعطيهم الثقة في المستقبل ويجعلهم يشعرون بالفخر لانتمائهم لهذا البلد.
وإن أكثر ما يعطينا الأمل في المستقبل هو شعورنا بأن قائد المستقبل الأمير سلمان بن حمد رجل واثق في إمكانياته وفي قدرته على مداواة كل الجروح ووضع البحرين على طريق المستقبل المضمون بإذن الله.