تعبير عن الرأي، أم سعي لغايات أخرى

تعبير عن الرأي، أم سعي لغايات أخرى

سؤال نتوجه به إلى الذين يصرون على تنظيم مظاهرات غير قانونية:هل المقصود هو التظاهر والتعبير عن الرأي كما تقولون وتتعللون،أم أن الهدف هو جر رجال الأمن إلى العنف والسعي إلى إسقاط ضحايا نتيجة الاحتكاك برجال الأمن سعيا لتغيير الصورة الموجودة بالبحرين إلى صورة أخرى كتلك الموجودة في الدول المحيطة بنا والتي نرى بدون مبالغة أنها تقف الآن على حافة الخراب؟
يكذب من يقول ان المطلوب في البحرين هو التعبير عن الرأي،ولكن المطلوب أن تتطور الحالة البحرينية وأن تنتقل بالتدريج من الحالة السلمية إلى العنف الذي تسقط على إثره ضحايا فتزداد المطالب وتزداد وجاهة السبب الأخلاقي للبقاء في الشارع والحصول على تأييد دولي يتصاعد هو الآخر من مرحلة الدعوة إلى الحوار من أجل الحل وتهدئة الأوضاع إلى مرحلة الدعوة للتغيير.
ولا يهم لدى القوى الدولية ما الذي يؤدي إليه هذا التغيير،حتى لو كان الثمن هو الفوضى وتهديد بقاء الدولة وهي النتيجة كما رأينا لدى غيرنا من الدول التي أخذها الشارع إلى حافة المجهول.
صحيح أن الكثير من دول العالم يعرفون أن ما يجري بالبحرين ليس معارضة أو احتجاج شعبي يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية وحقوقية أو تحقيق تحسن في الأوضاع الاجتماعية شأن غيرها من دول المنطقة،ولكنه حركة طائفية انقلابية تهدف إلى فك الدولة البحرينية وإعادة تركيبها على النحو الذي يحقق طموحات بعض الطائفيين ويحقق مصالح القوى الإقليمية التي تدعمهم.
ومع ذلك فسقوط ضحايا على النحو الذي يحلم به محركو الشارع البحريني وأصحاب المؤامرة يمكن أن يغطي على كل هذا الفهم ،لأن العالم سينسى كل شيء ويوجه اهتمامه إلى نزيف الدماء وضحايا العنف بين قتلى ومشردين،وهذا هو ما حدث بالضبط في غيرنا من الدول العربية،حيث وقعت الأجهزة الأمنية في الشرك الذي نصب لها وانجرت إلى العنف الذي ظل يتولد ويتكاثر كالبكتريا حتى أكل الأخضر واليابس ولم يتوقف لحظة حتى في الدول التي سقطت أنظمتها بالفعل وظن القادمون الجدد أنهم قادرون عليها وأنهم سيدخلون مارد العنف إلى قمقمه الذي خرج منه ،ولكن دون جدوى.
صدقوني أيها المواطنون الشرفاء لو أن رجال الأمن قابلوا المتظاهرين في شوارعنا بالورود والقبلات والأحضان لما رضي الذين يحاولون تهييج الشارع ليل نهار،ولن يكتفوا بمجرد التعبير المزعوم عن الرأي ثم العودة إلى منازلهم،ولكنهم سيخترعون أسبابا للعنف ضد الأفراد والممتلكات العامة والخاصة،ولا يستبعد في ظل حقارة الهدف أن تتبع الوسائل الحقيرة كقتل أشخاص عندما يزداد الزحام ويختلط الحابل بالنابل ليتهموا الشرطة بقتلهم حتى يصلوا إلى النقطة التي لا نريد أن  تنجر إليها أجهزة الأمن.
إننا نتوجه إلى كل بحريني مخلص لكي يفكر بعمق وينظر إلى ما يدور حوله في عالمنا العربي من أحداث ويدرسها بحياد بعيدا عن الشعارات والعناوين الكثيرة التي أطلقت وتبين أنها لا تمت بصلة لطموحات الشعوب العربية ولكنها صنعت لتخدم غيرهم، وأن  هذه الشعوب قد استخدمت حتى الآن كوقود لمعركة قد لا تجني منها شيئا.