20 مارس 2018
تصويت المصريين في الخارج
ما قام به المصريون المقيمين خارج مصر من تزاحم أمام السفارات للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية شيء رائع حقا،وهو يقدم أفضل دعاية لمصر في الخارج في هذه المرحلة.
ولا أنكر أنني شخصيا اندهشت مما رأيته من حضور مكثف،وكنت أتصور أن الإقبال لن يكون بهذا الكم الكبير، فهذه الظاهرة تلفت الأنظار وتستحق الدراسة بالفعل.
ما حدث يعد بدون مبالغة أفضل دعاية وأفضل صورة قدمت لمصر في الخارج خلال الفترة الحالية،ولا أبالغ اذا قلت أن المصريين في الخارج نجحوا فيما فشل فيه الاعلام المصري على مدار الأشهر الماضية ،حيث قدموا ردا بليغا وعمليا على الدعاية السلبية الواسعة التي يتم تمويلها وادارتها ضد مصر بشكل واضح والتي تهدف إلى التشكيك في أي انجازات تمت خلال حكم الرئيس السيسي.
هذا الحملات التي تدار كان هدفها توصيل المصريين إلى الإحباط التام حتى لا يتوجهوا الى الانتخابات الرئاسية،فلماذا حدث العكس؟
فما الذي دفع هؤلاء المقيمين خارج بلادهم إلى إنفاق المال والوقت من أجل الذهاب إلى مقار السفارات للإدلاء بأصواتهم بالشكل الذي رآه العالم؟
لو كان هذا التزاحم في الداخل لقال البعض انه امر مدبر وأن هؤلاء رجال أمن يرتدون الزي المدني ويقومون بتمثيل دور معين لخدمة الرئيس ،ولكن هؤلاء أناس مقيمون في الخارج نعرفهم ويعرفوننا.
فلماذا حدث ذلك ؟ولماذا جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن قناة الجزيرة وأخواتها؟
الذي حدث هو أن المصريين بذكائهم الفطري قد أدركوا خطورة اللحظة التي تمر بها بلادهم وعرفوا جيدا ما الذي يراد لمصر،فاختاروا المستقبل واختاروا الاستقرار الذي يضمن لهم هذا المستقبل .
المصريون فهموا الدرس وعرفوا أن طريق الإحباط الذي يريد أن يرسمه لهم البعض لن يؤدي إلى الا الخراب والدمار ،فقاموا بما ينبغي القيام به تجاه الحفاظ على استقرار بلدهم وتقدمه.