بثينه خليفه قاسم
22 يونيو 2019
ترامب سيضرب ..ترامب لن يضرب !
الدنيا كلها في ترقب ..الكل حبس أنفاسه مساء الجمعة وانتظر أن يصحو من نومه يوم السبت على خبر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران ،حيث كانت كل الشواهد تؤكد ذلك،فقد أسقطت إيران طائرة أمريكية في الخليج وقالت إن الطائرة دخلت المجال الجوي الإيراني في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة أن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية،ويضاف إلى ذلك أن ثلاث قواعد عسكرية أمريكية في العراق تعرضت للاعتداء .
كل شيء اذن كان يشير إلى أن لحظة الصفر قد أصبحت قريبة جدا ،ولكن شيئا لم يحدث فقد تراجع ترامب عن قراره بعد أن أرسل إنذارا لإيران انها ستتعرض لضربة وشيكة .
وعاد ترامب من جديد ليقول لمن يريد أن يصدق أنه تراجع الضربة خوفا من آثارها الكبيرة والتي لا تتناسب مع السبب الذي كانت ستنطلق من أجله .
كلام جميل جدا ولكنه لا يتسق مع ماضي الولايات المتحدة وسياستها في خلق الذرائع وفبركة الأسباب الإنسانية والأخلاقية من أجل بدء الحرب والعراق خير شاهد على ذلك .
ترامب كغيره من رؤساء أمريكا السابقين يوجهون نيران أسلحتهم إلى الأهداف الضعيفة المضمونة لكي يسجلوا لأنفسهم انتصارات ولكي يحققوا اهداف انتخابية معينة ولا يشغلهم كم الضحايا وكم الدمار الذي يحدث .
ترامب لن يحارب قبل انتخابات الولاية الثانية التي يسعى إلى الفوز بها لأنه لا يعرف نتائج الحرب ،ولو كان يضمن أن تحقق الحرب هدفها لقام باشعالها !
الشيء الوحيد الذي اختلف فيه ترامب عن سابقه أنه قام بضرب القضية الفلسطينية في مقتل وقام بنقل السفارة الأمريكية الى القدس وقام بمعاقبة الضحايا الفلسطينيين ومنع الأموال عن وكالة غوث اللاجئين ،أما غير ذلك فلا شيء !
ترامب صادق وناجز وحاسم في قراراته التي تضر العرب وتضر الفلسطينيين ولكن مع القوى الأخرى فيحسب حساباته !
ما نراه على الأرض الان هو أن إيران هي التي تتحرش بالولايات المتحدة في الخليج ،ومع ذلك لا يصدر عن ترامب سوى الكلام !
ويبدو أن إيران نفسها على يقين أن ترامب لن يفعلها ويتضح ذلك من خلال ردود أفعالها وتصريحات مسئوليها تجاه ما يصدر عن ترامب من تهديدات .
ويبدو أن السيناريو الخاص بكوريا الشمالية سيعاد حرفيا مع إيران ،حيث حبس العالم أنفاسه انتظارا للحرب والدمار ،ثم انتهى الأمر بمفاوضات بين الطرفين لم تحقق شيء وعادت الأمور كما كانت .