قرأت البيان الذي أصدرته جمعية الوفاق بتاريخ 24 من الشهر المنصرم وتأكدت أنه يستحق السخرية والتهكم الذي ووجه به من قبل الكثيرين، لأن به قسطًا كبيرًا جدا من المغالطة ومن الرغبة في استغفال الناس،وكأن جمعية الوفاق أصبحت حكما وناصحا أمينا فيما يتعلق بالعنف الذي اكتنف البحرين في الفترة الماضية،وكأن الوفاقيين كانوا نائمين في كهفهم ثم استيقظوا وراحوا ينظرون بعين العطف للمملكة وما جرى فيها ويقومون بتحليل الأمور ويقدمون الحلول والنصائح.
الوفاق بعد أن لعبت دور البطولة في إشعال العنف في البلاد، جاءت تنبذ العنف وتؤكد على النهج السلمي وتدعو الجميع للتمسك به، وتقول ان الدماء التي سالت «كفيلة بأن يتنادى الشعب وحكومته لإيقاف كل سبل العنف والالتفاف تحت راية ترفع شعار الحب والوحدة الوطنية وصيانة الحرمات والمقدسات».
الوفاق بعد أن ضربت الولاء للوطن في مقتل، جاءت تعلن اعتمادها مبدأ الولاء للوطن وليس للطائفة أو المنطقة وترفض التساهل مع من يشق المجتمع إلى نصفين ويبث اليأس في نفوس المواطنين، وتؤكد على ثوابت الوحدة الوطنية.
الوفاق تعلن رفضها للحملات الإعلامية التي تبث الفرقة وتدعو الجميع إلى تغليب مصلحة الوطن، ونسيت الحملات الإعلامية التي اعتمدت على صور وأخبار مزورة لتلطيخ وجه الوطن والإيحاء للعالم بأن تصفية عرقية تدور ضد طائفة بعينها في البحرين.
عجيب جدا أن تذكر الوفاق المخلصين من أبناء الوطن بأن الحل الأمني لا يعالج المشكلة السياسية وأنه يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية، وهي التي تحتاج لأن تتذكر أن حركة الدوار استخدمت سيوفا واسلحة وقتلت رجال الأمن وروعت الآمنين.
اما الأعجب فيما ورد ببيان الوفاق العبثي، هو البند السابع الذي يقول ان الوفاق ترى أن “الحوار الجاد والمثمر المنتج وفقا لمبادئ عادلة كتلك التي أعلنها سمو ولي العهد” هو الطريق الوحيد والناجح لحل الأزمة السياسية في البلاد، وكأن أصحاب الوفاق كانوا قد ركبوا آلة الزمن وطاروا بعيدا إلى الماضي أو إلى المستقبل ولم يشهدوا المحاولات الجادة والدعوات المخلصة لسمو الأمير سلمان بن حمد من أجل تدشين الحوار الوطني وترحيب سموه بمشاركة جميع الأطياف وبطرح جميع القضايا دون خطوط حمراء.
الوفاق سدت أذنا بطين وأذنا بعجين عن دعوات الحوار، والآن تريد الحوار، فما الذي جرى ليجعلها تقوم بتحريف المواقف وتلعب دور الناصح الأمين تارة وتلعب دور الضحية تارة أخرى، ناسية أن سحب كتلتها من البرلمان المنتخب، الذي ارتضت شروط انتخابه ونتائجه، هو أكبر طعنة للحوار وأهم سبب لإثارة وتهييج طائفة بكاملها.
هل نسيت الوفاق أن مقال جلالة الملك في الواشنطن تايمز والكلمة المتلفزة لسمو ولي العهد هما تعبير عن مبادئ ثابتة للحكم في البحرين وللعلاقة بين جلالة الملك وبين كل أبناء البحرين وليس تعبيرا عن موقف جديد؟ أليس ما كتب وما أذيع هو نفسه الذي قيل أثناء وقبل وبعد الأزمة؟
حسن النية والإخلاص للوطن تدل عليه الأفعال وليس البيانات الصحافية، وعلى الوفاق أن تتغير وأن تنقل لأتباعها هذا التغير إن هي أرادت أن يصدقها أحد.