بثينه خليفه قاسم
12 مارس 2019
بن حمد العطية و”حزايه” ما قبل النوم
من حق كل مسئول حكومي ،حتى وان كان مسئولا سابقا أن يعلي من شأن بلده ويرفع معنويات أبناء شعبه ويزرع الوطنية والانتماء وحب الوطن في نفوس الشباب ..ولا مانع أن يبلغ بدرجة ما في وصف البطولات التي تحققت وتضخيم الأخطار والمؤامرات التي تواجهها الدولة وقادتها العظام واستدعاء سير الأولين الذين صنعوا التاريخ لالهاب حماس الشباب وتوفير القدوة لهم .
ومن حق وزير الطاقة القطري السابق عبد الله بن حمد العطية أن يعلي من شأن بلده قطر ويستخدم من الحكايات ما يؤيد رسائله التي يخصصها للاستهلاك المحلي ،على اعتبار أن الجمهور المحلي يكون مؤهلا على الدوام لتقبل مثل هذه الحكايات مهما كانت بلا دليل ،فكل شعب يرى بلده أعظم البلاد .
فبإمكان العطية أن يقول مثلا أن بلاده تحت قيادة الحمدين استطاعت عن جدارة واستحقاق أن تستضيف كأس العالم وبدون أن تدفع رشوة ٨٠٠ مليون دولار من أموال الشعب القطري ،ومن حق العطية أن يزعم أن أجداده وأجداد الحمدين قد هزموا الجن وطردوهم إلى جزائر البحور ،ولكن لا يحق له أبدا أن يقول أن السعودية والبحرين ومصر والإمارات قد خططوا لغزو قطر طمعا في ثرواتها وطمعا في أكبر حقل غاز في العالم .
العطية تعمق في إقامة الدليل على ما خططت له الدول الأربع مستعينا بخبرته النادرة في فهم الأحداث التاريخية ،فقال أن الأحداث التاريخية علمته أن كل مشكلة لها وجهان وان مشكلة بلده قطر مع الدول الأربعة لها وجه اقتصادي وهو الطمع في ثرواتها من قبل الدول الأربع التي تعللت برعاية قطر للارهاب رغم أن قطر بريئة من الارهاب والعالم كله يعرف هذه البراءة.
لقد استغربت جدا عندما قرأت تصريحات الرجل التي قالها لإحدى الصحف القطرية وتساءلت كيف لمسئول كبير أن يصل إلى هذا الحد وينسج حكاية لا تصلح حتى كحزايه تحكى للصغار فقط قبل النوم،ولكن زالت دهشتي عندما قرأت تعليق الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني على هذه التصريحات العجيبة ،حيث فسر المسألة بالقول أن العطيه شفاه الله وعافاه يعالج حاليا في لندن وربما يكون السبب في هذا أنه تناول الدواء الخطأ فكانت هذه هي النتيجة !