العلاقات بين الشعبين السعودي والبحريني هي علاقات من نوع خاص، وهي من وجهة نظري عصية على أي محاولات للتأثير عليها أو تعكير أجوائها، ومهما كان خبث الخبثاء الذين لا يريدون للوئام بين الشعبين الشقيقين أن يستمر، فلن تفلح محاولاتهم.
المواطن السعودي مواطن شقيق وله كل الاحترام والتقدير في بلده البحرين، وما حدث خلال توقيفه من قبل رجال الشرطة البحرينيين لم يكن يجب تضخيمه من قبل أحد، فهو حادث فردي ولم نسمع بمثله منذ سنين على الرغم من أن الأشقاء السعوديين هم الأكثر ترددا على البحرين، نظرا لوشائج القربى والصداقة والمعاملة الحسنة التي يتلقونها سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى الحكومي، وهذا هو شأن البحرين مع كل الأشقاء الخليجيين والعرب.
ربما يكون المواطن السعودي موضوع الحديث قد أخطأ، ولكنه يبقى مواطنا شقيقا، ويحق له أن يعامل وكأنه في الرياض أو في أي مدينة سعودية، فلا فرق بين المواطن البحريني والسعودي والقطري والكويتي عندما يرتكب خطأ أو يخرج على القانون، سواء ارتكب هذا الخطأ في موطنه الدائم أو في بلد شقيق، فالقانون هو القانون والخروج على القانون هو الخروج على القانون، أما مكان الخطأ فليس هو القضية هنا.
ليس انحيازا أن نقول إن أجهزة الأمن البحرينية هي من أرقى أجهزة الأمن في العالم، وليس انحيازا أن نقول إن أجهزة الأمن تعاملت مع الرجل على أنه مخطئ في الأساس وليس لكونه سعوديا، فالأشقاء السعوديون يمرون بالمئات يوميا، وليس هناك ما يعكر صفوهم.
وليس هناك أحداث سابقة أو ضغائن شعبية يمكن أن تؤثر أو تجعل أحد رجال الشرطة يتصرف تحت تأثير حالة عاطفية معينة –مع تأكيدنا في كل الأحوال أن رجال الشرطة لابد أن يكونوا بعيدين عن أي خلفيات أو أحكام مسبقة خلال تطبيقهم للقانون.
ومع ذلك فقد جاء رد وزارة الداخلية البحرينية غاية في التحضر والاحترام، عندما أمر السيد الوزير بتحويل المسألة إلى جهات التحقيق، إعلاء لشأن هذا المواطن السعودي الشقيق، ولكي يتم قطع الطريق على أي طرف أو جهة يمكن أن تستثمر هذا الحدث في الإساءة لوشائج القربى بين الشعبين الشقيقين.
وقد جاءت تصريحات الوكيل المساعد للشؤون القانونية بوزارة الداخلية لتؤكد الشفافية والتحضر اللذين يحكمان عمل الأمن البحريني، فقد عبر الرجل بكل شفافية عن ملابسات الحدث، وقال إن قيام أحد الضباط بتبادل الاعتداء مع المواطن السعودي هو أمر غير مقبول ولا تبرره ظروف وملابسات الواقعة، وإنه ستتم محاسبة كل من تجاوز واجباته ومسؤولياته وإحالته للمحاكمة العسكرية، وقال إن الحادث فردي ومرفوض ويتعارض مع نهج وسياسة وزارة الداخلية.
وفي الختام نقول لمن يريد استثمار الحدث للإساءة للعلاقة الخاصة بين الشعبين: لم يعد هناك من ذريعة للقيام بذلك، فالعلاقة بين شعبينا هي أوثق من أن يهزها حادث فردي، ونقول لكل الأشقاء السعوديين وكل الأشقاء العرب ولكل العالم: مرحبا بكم في البحرين، وستبقى البحرين بلدا للحفاوة وكرم الضيافة واحترام الضيوف، ولو كره الحاقدون.