بثينه خليفه قاسم
٢٥ ابريل ٢٠٢٣
بأي حال عدت يا عيد ؟
هذه الجملة تعبر بصدق عن لسان حال شعب عربي شقيق كان يستعد كغيره من الشعوب لاستقبال عيد الفطر وهو الشعب السوداني المبتلى الذي قضى العيد اما مرعوبا تحت صوت المدافع وأما مشردا في العراء لا يجد الماء والقوت ناهيك عن الذين سقطوا قتلى والذي جرحوا ولم يجدوا مستشفيات تستقبلهم بعد أن خرج أكثر من عشرين مستشفى من الخدمة جراء الحرب، ومن ليس مصابا أو جريحا أو مشردا فهو محاصر لا يستطيع التحرك لتأمين حاجاته الأساسية وينتظر أن يأتيه الموت من يمينه أو شماله. وربما يكون الآلاف الذين فروا إلى تشاد المجاورة أحسن حالا من غيرهم بعد أن أصبحت السودان جحيما حقيقيا.
هذا هو المشهد السوداني بدون أدنى مبالغة كما وصفته الأمم المتحدة وغيرها من الجهات والدول، فياله من مشهد ويا له من عيد.
فما هو ذنب الشعب السوداني الصابر المبتلى الذي ثار من أجل لقمة العيش وعاش سنوات بعد الثورة ينتظر لكي تلتئم الأمور وتستقر وفي النهاية وجد نفسه في وضع أسوأ من الوضع الذي سعى لتغييره!
ان الاوضاع في السودان شديدة التعقيد ، ولكن لابد أن نسجل أن ما ارتكب في حق الشعب السوداني هو جريمة في حق الإنسانية، فبأي ذنب يقتل السودانيون ويشردون ويجوعون؟
ولابد أن نقول إن الصراعات في السودان لا تنتهي ولا تحسم بسرعة والشعب السوداني هو من يدفع ثمن ذلك.