اليوم العالمي للغة العربية

اليوم العالمي للغة العربية

بثينه خليفه قاسم

٢٥ ديسمبر ٢٠١٩

 

اليوم العالمي للغة العربية

 

قبل أيام قليلة ،وبالتحديد في الثامن عشر من ديسمبر احتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية ،على اعتبار أن هذا اليوم قد تم تخصيصه من قبل الأمم المتحدة  للاحتفال بها كلغة من اللغات الأربع الكبرى التي يتحدثها بني البشر على كوكب الأرض حيث ينطق بها حوالى ٤٥٠ مليونا والتي تستخدمها المنظمة الدولية كلغة رسمية من لغاتها المستخدمة .

ومما يؤسف له أن هذا الاحتفال قد مر دون أن يدري به إلا القليل من بني العرب  الذي تصادف وجودهم ربما أمام شاشات التلفاز عندما قرأ المذيع خبر احتفال الأمم المتحدة بلغتهم التي أهملوها وأهانوها .

 

وعلى أية حال فالاحتفال في حد ذاته ليس الشيء الذي يعيد للغة العربية كرامتها واعتبارها على الرغم من أهميته خاصة من زاوية “فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين “فالاحتفال يذكرنا فقط بعيوبنا واهمالنا تجاه لغة كانت في العصور الوسطى هي لغة العلم التي يحتفي بها العالم ويسعى لتعلمها.

الاحتفال ليس الشيء الذي يعيد اللغة العربية إلى الحياة من جديد ،لأن الاحتفال مناسبة تمر كل عام وينتهي كل شيء ونعود مرة أخرى إلى اهمالها وعدم تحويل الندوات والخطب والمقالات التي تحتفي بها إلى خطط وسياسات للنهوض بها وايقاف تدهورها المخيف على ايدي أبنائها التي يتكلمون ويكتبون بها.

 

ولولا أن اللغة العربية هي لغة القرآن لتعرضت لضرر واهمال أكثر من ذلك بكثير ولكن الله سلم .

اللغة العربية لا يمكن أن تعود قوية ويعود لها اعتبارها الا من خلال القائمين على التعليم وعلى الإعلام في البلاد العربية.لابد أن يتم وضع الخطط التي لا تجعل اللغة العربية مجرد مادة مملة يقرأها الطلاب وهم كارهون لكي يدخلوا بها الامتحان ثم يتركونها .

 

ولابد لوسائل الإعلام أن تساهم في إعادة الاحترام إلى اللغة العربية ومن يتحدثون ويكتبون بها وأولهم معلم اللغة العربية الذي أصابه ما أصابه من السخرية والتهكم من قبل الكثيرين.

 

ولابد لوسائل الإعلام أن تساهم في إعادة الاحترام إلى اللغة العربية ومن يتحدثون ويكتبون بها وأولهم معلم اللغة العربية الذي أصابه ما أصابه من السخرية والتهكم من قبل الكثيرين.

 

ولابد أن تكون اللغة العربية تحدثا  وكتابة من أهم ما يميز المتطلعين للمناصب الكبرى وأن تكون أهم أدوات المفاضلة بين المتنافسين للحصول على الشهادات والمناصب الكبرى جنبا إلى جنب مع اللغة الانحليزية التي أصبحت منذ وقت طويل هي الأداة الوحيدة التي تتخذ للحكم على ثقافة الإنسان وقدرته وتميزه .

 

 

فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه خطط النهوض باللغة العربية من قبل التربية والتعليم والإعلام قد أصبحت واقعا ملموسا أم أننا سنظل نحتفل كل عام بمقال أو بندوة ويبقى الوضع على ما هو عليه ،بل وقد يزداد التدهور .