الوفاق لم يعد لها دور سوى العنف

الوفاق لم يعد لها دور سوى العنف

بعد الفشل الذريع الذي مني به حزب الله البحريني وجمعية الوفاق في العمل على تخريب العملية الانتخابية في البلاد بترويع الناس ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية، كان لابد أن تقوم الفئة الباغية بإطلاق جحافل التخريب والدمار لكي تحافظ على الصورة التي تريدها للبحرين وهي صورة الدولة المضطربة التي تعاني مشكلات أمنية وصدامات يومية.
نجاح الانتخابات التكميلية وتعبير أبناء البحرين عن آرائهم في مرشحيهم وعودة الحياة البرلمانية للبلاد والتفرغ لمصالح المواطنين الملحة، تعد يوما أسودا بالنسبة لحزب الله وشقيقته الوفاق،لأن أهدافهم التي نعرفها لا يمكن أبدا أن تتحققق في ظل الاستقرار وفي ظل التطور الطبيعي لأي عملية إصلاحية،ولكنها لن تتحقق إلا إذا تحولت البحرين إإلى ساحة حرب وسالت فيها الدماء وحلقت في سمائها الغربان.
الأحداث الأخيرة التي استخدموا فيها بعض المأجورين الجهلاء خاصة العمل التخريبي الذي وقع في سيتي سنتر ومحاولات تعطيل حركة الحياة في المملكة ونشر الخوف بين الناس تهدف في المقام الأول إلى ضرب الاقتصاد البحريني في مقتل عن طريق القضاء على السياحة وتخويف اصحاب رأس المال الأجنبي لكي يسحبوا استثماراتهم من البجرين.
هذا هو الواضح من خلال الأحداث،خاصة وأن أجندة هؤلاء أجندة غير وطنية، وكل ما يهمهم هو اختطاف البحرين والارتماء في الحضن الإيراني مهما كان الثمن.
الشعب البحريني لابد وأن يكون يقظا خلال المرحلة القادمة وألا يسمح لكائن من كان أن يهز استقرار هذه البلاد ويدمر مستقبل الأجيال القادمة.
فالوفاق وحزب الله البحريني لم يعد لهم من عمل سياسي شرعي يمارسوه في العلن بعد ان أظهرت الوفاق أعلى درجات الغباء السياسي واعتقدت أنها تستطيع أن تدفع الأمور في الاتجاه الذي تريده، وأن عدم مشاركتها في الانتخابات سيزلزل الأرض زلزالها في البحرين،وأن مملكتنا ستدفع ثمنا غاليا وستجوع وتشقى لأنها لم تركع لمطالب الوفاق الانشقاقية الطائفية.
هذا الوضع الجديد الذي وجدت الوفاق نفسها فيه سيعيدها إلى سيرتها الأولى بعيدا عن أي تقية أو توزيع أدوار،والمقصود بسيرتها الأولى الشكل الذي كانت عليه قبل أن يحدث الانشقاق الشكلي بينها وبين ما يسمى بحركة (حق)،حيث كانت الوفاق تمارس العنف وتقوم بأعمال الحرق والتخريب قبل ان تضطر إلى ترك مهمة التخريب لكوادر حركة حق وتمارس هي دورا آخر يليق باختيارها الجديد آنذاك.
فلينتبه أهل البحرين إلى تحرك هؤلاء في المستقبل وإلى الاشارات الكثيرة التي ستأتي من خارج الحدود، ليس فقط من إيران ولكن من الولايات المتحدة التي أظهر رئيسها في كلمته في الأمم المتحدة ان أمريكا لا تزال تؤمن وتمارس مسألة الفوضى (الخلاقة) وأنها تريد تفجير الدول العربية بدون صواريخ ولكن بالدولارات وبالمجتمع المدني.