النهضة.. مراجعة أم تسلل جديد؟

النهضة.. مراجعة أم تسلل جديد؟

بثينه خليفه قاسم

٥ سبتمبر ٢٠٢١

النهضة …مراجعة أم تسلل من جديد؟

بعد ما يقرب من شهرين من التحرك والسعي لاستعداء العالم الخارجي على الرئيس قيس سعيد لمواجهته فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها والتي مثلت ضربة موجعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، اضطرت قيادات حركة النهضة الاخوانية التونسية إلى التراجع في ظل انشغال العالم الغربي بأحداث أفغانستان وترك الأزمة التونسية جانبا، فكان أن أعلنت الحركة أنها تتحمل المسئولية لما آلت إليه الأوضاع في تونس وأنها مستعدة لإجراء مراجعات.   

جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة، عقب اجتماع لمكتبها التنفيذي برئاسة زعيمها راشد الغنوشي. ومن الغريب أن النهضة أعلنت أنها تتفهم غضب الشارع وأنها مستعدة للتقييم الجدي والموضوعي، وإجراء مراجعات عميقة خلال مؤتمرها القادم.

فهل كانت حركة النهضة غافلة عن عيوبها وعن الأسباب التي أغضبت الشارع التونسي حتى قام الرئيس قيس سعيد بإصدار قراراته التي تصدى من خلالها لنواب الجماعة الفاسدين الذي استغلوا الحصانة البرلمانية في سرقة أموال الشعب وفي تحقيق مآربهم الفاسدة؟

الآن تفهمت الجماعة غضب الشارع لأنها لم تجد عونا من العالم الخارجي لمواجهة قرارات الرئيس! والآن تريد الحركة أن تعود من الباب الخلفي خاصة في ظل الخلافات التي تهز كيانها حاليا ورفض شباب الجماعة لما يقوم بها قياداتها واتهامهم بتحقيق ثروات على حساب الجماعة.

الغنوشي يحاول العودة إلى المشهد باستمالة الشعب التونسي من خلال محاولة مكشوفة للتطهر والاعتراف ببعض الأخطاء لأنه أيقن أنه لا فائدة من التحرك الذي قامت به حركته والضجيج الإعلامي الذي قامت به منذ القرارات الشجاعة للرئيس قيس سعيد. فالبقاء في المشهد السياسي ولو بنسبة خلال المرحلة الكاملة أفضل للحركة وللتنظيم العالمي للإخوان المسلمين من لا شيء لأن تونس هي الأمل الأخير لهذا التنظيم بعد أن تم سحقهم في مصر إلى غير رجعة.

الأفضل لحركة النهضة في بلد مثل تونس أن تستمع إلى الأراء التي تطالبها بأن تحل نفسها وأن تنسى السياسة كجماعة وتترك قواعدها وأعضائها يتعاملون كمواطنين تونسيين يمارسون السياسة كأفراد.