المعارضة لا تعني كراهية الوطن

المعارضة لا تعني كراهية الوطن

خلال جولة أوروبية للجمعيات التي تسمي نفسها المعارضة البحرينية استاءت هذه الجمعيات جدا وشعرت بالإحباط لأن الإعلام الغربي بدأ يمارس نوعا من الحياد النسبي تجاه البحرين وبدأ يعي أن التعميم والصورة النمطية القديمة للدول العربية ظلم كبير لها.
وفد الجمعيات الخمس اشتكى خلال جولته في بروكسل ولندن وبرلين، من غياب الإعلام الأوروبي عن المشهد البحريني، وعدم تركيزه على قضايا البحرين التي تؤثر على أمن المنطقة.
يريدون من الإعلام الغربي أن يظل يكتب عن التمييز الوهمي وعن كبت الحريات لكي يبرروا لأنفسهم الاستمرار في أعمال العنف والسعي لإسقاط البلاد في الفوضى، ولكي يقوم هذا الإعلام بشحن جهات ودول غربية ضد البحرين.
الذين لا يملكون أجندة وطنية ولا ضميرا وطنيا يسعدهم أن يروا وطنهم مشوها في أجهزة الإعلام الأجنبية ويسعدهم كثيرا الظلم الذي يمارس في هذه الأجهزة ضد بلادهم، فبدون هذا التشويه وبدون الصور المغلوطة لن يكون لهم أمل في إحداث التغيير الذي يتمنونه مهما كان ثمن هذا التغيير.
المعارضة الوطنية لا تقبل أبدا أن ترى وطنها مهانا ولا تقبل أن ينال منه أحد بالقول أو الفعل، لأن إهانة الوطن إهانة لكل الشرفاء من أبنائه.
وبناء على ذلك فالبحرين ليس بها معارضة حقيقية ولكن بها بعض الجمعيات التي تسمي نفسها بهذا الاسم وتتحدث باسم الشعب دون أي حق في ذلك، وتتزلف بكل السبل للغرب وللدول القوية، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية من اجل الاستقواء بها.
وطالما ظل هؤلاء مصممين على أهدافهم، فلن ينالوا تأييدا شعبيا إلا من القلة الطائفية التي لا يعنيها الوطن في شيء، ولذلك سوف ينتقلون من فشل إلى فشل ولن تتحقق أهدافهم.
المعارضة لا تعني كراهية الوطن وطعنه في ظهره، ولكن المعارضة هي خدمة الوطن بأشكال وبرؤى أخرى غير التي تتبناها الحكومة، وبالتالي فإن المعارضة الحقيقية تبني ولا تهدم.
الشعب البحريني لن يقف وراء من يستعدي الأجنبي على بلده ويفرح عندما يساء إلى بلده في الخارج، وسوف تبقى البحرين بلدا لمن يعرفون معنى الوطنية ولا يوالون أي بلد أو جهة على حساب
وطنهم.