آخر ما قرأنا عنه في مجال الحروب الطائفية على شبكة الانترنت أن المكاتب المرتبطة بممثلية الولي الفقيه تروج في الآونة الأخيرة لفكرة عدم ‘’صحة أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أصله عربي’’.
وقال الخبر ان منظمة الرصد والمعلومات الوطنية، المرتبطة بالمقاومة العراقية كشفت عن ذلك في بيان أصدرته أمس الأول، وقالت: إن هذه المكاتب ‘’استندت في ذلك إلى أن النبي هو من سلالة النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم، وأن النبي إبراهيم ليس عربياً، إنما هو من (الأموريين) وهؤلاء ليسوا من العرب (العاربة) وإنما هم من العرب (المستعربة). ومعلوم أن العرب نوعان هم العرب (العاربة) وهم من الأصلاء في الجزيرة العربية والعرب (المستعربة) وهم قبائل من خارج الجزيرة العربية واستوطنت فيها.
وحدد الخبر مكاتب وشخصيات تقوم بترويج ذلك، من بينها الشيخ حسن نصر الله، وسواء كان هذا الخبر دقيقا أو مبالغا فيه، فنحن بشكل عام لا نستبعد على الشيخ نصر الله تحديدا ان يفعل هذا وأكثر لأن كرهه للعروبة والعرب كره أصيل وليس كرها مرتبطا بمواقف أو سياسات.
قبل سقوط النظام المصري استطاع الكثير من أدعياء البطولة ومن بينهم الشيخ حسن نصر الله أن ينالوا تعاطف الجماهير العربية من خلال نقدهم لهذا النظام وخطبهم العصماء عن العدو الصهيوني، وعندما كان نصر الله يكيل الاتهامات والانتقادات للعرب كنا نعتقد أنه كغيره من الشخصيات المعارضة ينتقد السياسات الخارجية للدول العربية بسبب عدم الوقوف في وجه إسرائيل وسياستها الظالمة، وعلى اعتبار أن نصر الله في موقفه هذا يعبر عن مشاعر الكثير من المواطنين العرب، ولهذا استطاع نصر الله أن ينال تأييد البسطاء في كثير من الدول العربية، وكثيرا ما تصرف نصر الله بصلف وغرور، بسبب إحساسه بتأييد العوام، وأعلن أنه لا يحتاج شيئا من العرب ولكنه قادر على الصمود وحده، وأنه لا يريد من العرب سوى أن”يحلوا عنه” بحسب اللهجة اللبنانية.
ولكن بعد رحيل النظام المصري الذي كان نصر الله وغيره من اصحاب الخطب الحنجورية يتكئون عليه في تبرير وجودهم وشرعية مطالبهم، بدأت شرعيتهم تتآكل وأصبح من السهل كشف أهدافهم الحقيقية وخدمتهم لأهداف إيران في المنطقة، والدليل على ذلك أنهم يتفقون مع إيران في كل شيء حتى في سعيها لمنع سقوط النظام السوري دون غيره في المنطقة رغم تطابق الظروف التي حركت الجماهير في كل من مصر وتونس واليمن وسوريا.
واعتقد ان الأيام القادمة ستجعل الشيخ نصر الله وجزبه أكثر وضوحا في نظر الناس بعد أن تزول الأسباب التي ربطت بينها وبينه واستمد منها شرعيته على مدار سنوات طويلة.