مع طول مدة عاصفة الحزم، ظهر بعض المشككين والشامتين الذين يشككون في كل شيء ويطعنون في كل إنجاز مهما كان، وبدأوا يروجون تكهناتهم وفبركاتهم التي تنم عن كراهية دفينة لهذه الأمة، فتارة يقولون إن هناك خلافات بين مصر والسعودية وإن مصر لم تشارك في عاصفة الحزم، وتارة يقولون إن الأردن وافقت ودعمت في الظاهر ولكنها خلف الكواليس من أكثر الساعين لرفض الحرب البرية في اليمن، وتارة يستغلون موقف البرلمان الباكستاني الذي أوصى الحكومة الباكستانية بالوقوف على الحياد فيما يتعلق بالحرب في اليمن، يستغلون هذا الموقف في نشر الإحباط في نفوس الشعوب الخليجية، وتارة نجد من يقول إن هناك مؤامرة من قطر تهدف إلى إدخال السعودية ومصر في حرب في اليمن لاستنزاف الجيشين السعودي والمصري في هذه الحرب إلى جانب إضعافهما اقتصاديا.
وبدأنا خلال هذه المرحلة نسمع أصوات المنظرين والمحللين المرجفين الذين يرددون أن قرار الحرب على الحوثيين كان قرارا خاطئا وأن المملكة العربية السعودية تورطت في مستنقع اليمن وأنها لن تجني سوى الخسارة مما قامت به.
ولو كانت المملكة العربية السعودية قد سكتت عما جرى في اليمن وتركت الأمور تسير في الاتجاه الذي كانت تسير فيه وتمكن الحوثيون من مفاصل الدولة اليمنية بمساعدات إيران، لوجدنا هؤلاء المرجفين يدبجون المقالات والتحليلات عن التفريط العربي وترك إيران تعيث في المنطقة فسادا بسبب هذا التفريط والخنوع!
يتحدثون عن حوار ونسوا أن الحوثيين المغرورين بالسلاح الإيراني والوعود الإيرانية هم الذين رفضوا الحوار وداسوا على الشرعية واحتكموا للسلاح دون غيره، ونسوا أن من أهم الأسباب التي دفعت الحوثيين لما قاموا به من انقلاب على الشرعية أنهم كانوا على يقين تام أن دول الخليج لن تقوم أبدا بإطلاق رصاصة واحدة عليهم ولأن هذه الدول لا تعرف الحرب من الأساس.
ويتحدثون عن الحرب وعن الضحايا وكأن السعودية ودول الخليج هي التي بدأت هذه الحرب، متناسين أن هذه الحرب فرضت علينا ولم يكن أمامنا خيار، فماذا كان بوسعنا أن نفعل في مواجهة النار التي أصبحت على مقربة من بيوتنا؟
هذا الرد الخليجي الذي قادته المملكة العربية السعودية كان حتميا ولا سبيل غيره، مهما كانت نتائجه، ومهما كانت درجة نجاحه في تحقيق الأهداف، وكان لابد أن تصل الرسالة إلى أصحابها، ولو لم نفعل لأصبحنا أضحوكة العالم بحق ولأصبحنا جسدا ميتا ينخر فيه الدود.