ثورة الخامس والعشرين من يناير غيرت أشياء كثيرة في مصر، مساحة الحرية زادت، وكثير من الأشياء التي كانت تحدث في الظلام قد أصبحت تمارس في وضح النهار،ومن أبرز الأشياء التي تغيرت هو سقوط الكثير من الممنوعات وظهور جماعات كانت سرية تعمل في الخفاء أيام النظام السابق،كظهور الشيعة المصريين بشكل واضح ودخولهم معترك السياسة وسعيهم لتكوين أحزاب سياسية شأن غيرهم من الجماعات والأحزاب.
وقد عبر الشيعة المصريون عن وجودهم خلال الفترة التي تلت الثورة المصرية بأشكال عديدة،فقد قاموا بممارسة اللطم حول ضريح الامام الحسين بالقاهرة،وأقاموا حسينية في إحدى محافظات الوجه البحري حسبما ورد في جريدة الوطن المصرية،إلى جانب إعلان أحد قيادات الشيعة في مصر( أحمد راسم النفيس) عن نيته تكوين حزب التحرير الشيعي،وإعلان”محمد الدريني”،رئيس مؤسسة آل البيت عن إنشاء حزب “الغدير” الشيعي.
ومن أبرز الأحداث التي تم رصدها في مصر بعد الثورة وأثارت ضجة كبيرة ،قيام المرجع الشيعي السيد علي الكوراني،ذي الأصل اللبناني، المقيم في إيران، بزيارة لمصر، وهو ما دعا الأزهر الشريف إلى عقد مؤتمر للتحذير من المد الشيعي في مصر.
وقد كشفت جريدة الوطن المصرية عن وجود مدرسة تدرس مذهب الامام المهدي بشكل سري في حي من أحياء القاهرة،وقالت أن طلاب هذه المدرسة يجلسون على سجاد أخضر اللون يحمل رسومات لزهور كبيرة.
وقالت الوطن أن على حوائط الشقة الصفراء التى تمثل المدرسة لوحات تحمل عبارات «الله أكبر – إمام أحمد الحسن – هو – البيعة لله – إمام على»، فى إشارة إلى الإمام الرابع لدى الشيعة المعروف لدى العامة بـ«زين العابدين»، وتصطف اللوحات على التوالي في دلالة خاصة لمعتقدهم بأن الإمام المهدي هو من سيبايع الله لأجل إنقاذ البشرية، فيما تعلق على قاعة الدرس لوحات على الجدران الأربعة تحمل أسماء الأئمة الـ 12 في المذهب الشيعي مثل الإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم وغيرهم.
وحتى هذه الدرجة يكون الأمر طبيعيا،فكل إنسان يعتنق ما يشاء من المذاهب،ونحن لسنا ضد مذهب أحد،ونحن في البحرين لدينا مذهبان سني وشيعي ولدينا مسيحيون ويهود،وكل له احترامه،وكل يمارس طقوسه الدينية بأمان واحترام ورعاية من أعلى سلطة في البلاد.
ولكن الخطر هو فيما أشارت إليه جريدة الوطن المصرية التي يرأسها إعلامي كبير هو مجدي الجلاد،من أن هذا المد الشيعي الصاعد ليس مجرد طقوس دينية،ولكنه مد يحمل الراية الإيرانية ويدافع عن إيران ويطالب بضرورة التعاون معها في كافة المجالات.
الخطر هو أن التشيع المتصاعد في مصر هو تشييع سياسي أكثر منه ديني،وقد أوردت الجريدة المصرية – وهي جريدة تعرف بالمهنية والانضباط – من التفاصيل ما يبين بوضوح الصلة بين إيران وبين هذا النشاط في مصر.
وللحديث بقية