الأحد
10 سبتمبر 2017
سوف تستمر مأساة الشعب القطري، ما بقي المال القطري، وما بقيت المكابرة والعزة بالإثم، وبطبيعة الحال، المكابرة ترتكز على وجود المال كأداة نجاة وحيدة فالمال القطري أساس صنع المشكلة من البداية، فهذا الفائض الكبير الذي مول المؤسسات الإرهابية والدول الإرهابية على مستوى العالم لسنوات طويلة وأدى إلى هدم دول عربية كاملة وسعى إلى هدم دول عربية كبيرة هي أساس التوازن والأمن في المنطقة مثل السعودية ومصر، والمال القطري هو الذي أدى إلى استمرار المشكلة حتى هذا الوقت، فالدول الكبرى التي كان ينتظر منها أن تتخذ موقفا حاسما تجاه رعاة الإرهاب، تبنت مواقف باهتة أو متذبذبة أو اعتمدت على تبادل الأدوار والشد والجذب، فوزير خارجية يعطي تصريحا مؤيدا لقطر في الصباح ورئيس دولة يهدئ مشاعرنا بكلام بلا معنى في المساء، طالما أن خزائن المال وأرصدة السنين الخاصة بالشعب القطري مفتوحة لهذه الدول تعب منها ما تشاء.
وإذا كان الإرهاب قد صنع بأموال قطرية في الأساس فإن ضحايا الإرهاب في المقام الأول هم العرب والمسلمون، بمعنى أن صناع الطبخة المسمومة وضحاياها هنا على الأرض العربية، وبالتالي ما الذي يضير الأطراف الدولية بأن تعطي الأمان لقطر وتبيع لنا كلاما لفترة طويلة من الزمن، طالما بقي تل المال القطري وبقيت القربات السخية!
ولكن الحكمة تقول: خذ من التل يختل، وسوف يأتي اليوم الذي يختل فيه تل المال القطري ولا يبقى لحكام قطر ما يقدمونه لفتوات العالم من اتاوات، فينتهي كل شيء، وحتى اللوبي الصهيوني الذي تدفع له قطر راتبا شهريا لن يظل سندا لها إذا توقفت عن تسديد الفواتير.
ولكن بين المكابرة القطرية والقدرة على إنفاق أرصدة القطريين على مغامرات لا طائل منها وبقاء المواقف الدولية المخجلة تجاه الأزمة، قد يأتي عامل قدري يغير كل شيء ويحل عقدة الدراما ويسقط البطل التراجيدي من القمة إلى القاع.