لست ضد الحركات الشعبية العربية ولا ضد المطالب العادلة للشعوب العربية، خاصة ما يتعلق منها بتحسين الأوضاع المعيشية في الكثير من الدول العربية لأن الفقر موجود وتفاوت الدخل موجود، والإنسان الجائع هو الوحيد الذي نلتمس له العذر إذا خرج على الناس شاهرا سيفه، والمثل الانجليزي يقول إن رجلا جائعا يعني رجلا غاضبا.
وعلى مسؤوليتي الشخصية أقول إن معظم الاحتجاجات التي وقعت في الدول العربية – وليس من بينها البحرين – جاءت لأسباب اجتماعية ولم يكن سببها البحث عن الديمقراطية أو السعي للمشاركة في الحكم.
ولكنني رغم إيماني بقسط كبير من المطالب الشعبية العربية، أرى أيضا ان غالبية الاحتجاجات لوثت وركبها الكثير من المندسين وتم توجيهها إلى تحقيق أهداف محسوبة من قبل دول أجنبية تريد إدخال المنطقة العربية برمتها في دوامة احتراب ودمار يكون نهايتها سايكس بيكو جديدة يتم من خلالها تقسيم هذه الدول من جديد وتحويلها إلى مقاطعات صغيرة لا وزن لها ولا قيمة تحقيقا لمنفعة إسرائيل على وجه الخصوص.
الدول الأجنبية التي ركبت موجة الاحتجاجات العربية لم تكتف بمجرد إرسال الجواسيس ليقودوا المحتجين إلى تحقيق أهدافهم هم، مثل ضابط الموساد الإسرائيلي الذي كان يصعد على المنبر في بعض مساجد القاهرة ويلهب حماس الشباب المصريين ويدفعهم إلى العنف، ولكن المسألة لها جوانب أخرى خطيرة، فالمال الأجنبي له دور كبير في الاحتجاجات، خاصة في مصر والبحرين.
لقد قرأنا في الصحف المصرية اخبارا مدعمة بمستندات أن هيئات أجنبية قدمت لحركات سياسية مصرية ذكرتها بالاسم مئات الملايين من الدولارات لكي تمارس العنف وتقف ضد استتباب الأمن وتجعل الشارع ملتهبا طوال الوقت.
إنني على يقين أن ما جرى ويجري في البحرين ليس بعيدا عن هذا المال الأجنبي الذي أصبح سلاحا خطيرا ضد استقرار وأمن المنطقة، خاصة أن إدخال هذا المال إلى البحرين تحديدا ليس بالأمر الصعب.