اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبيرة بالقيام بلعبة مزدوجة مع الإرهاب في سوريا، حيث تزعم هذه الدول أنها تحارب الإرهاب في سوريا وفي نفس الوقت تقوم باستخدامه لتحقيق مصالحها في المنطقة.
وهذا كلام يتفق مع أفكارنا وتصوراتنا وتفسيراتنا كعرب لما تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة كلها وليس في سوريا وحدها كما يقول بوتين، فهي التي تقوم بتخليق الارهاب كما تقوم بتخليق الجراثيم والميكروبات في معامل استخباراتها، لكي تستخدمها في تحقيق أهدافها إلى وقت طويل أو قصير وبعد ذلك تترك الجميع لينال مصيره.
الماضي والحاضر يؤكد ذلك، فالولايات المتحدة هي التي قامت بتخليق تنظيم القاعدة وقامت بتسليحه بأسلحة نوعية استطاع بها أن ينتصر على الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان، وما كان له أن ينتصر لولا هذا التسليح النوعي، واليوم نرى ما يقوم به تنظيم داعش من احتلال الأراضي والسيطرة على الموارد والأموال وحرق الأخضر واليابس، فمن أين له هذا التسليح النوعي الذي يمكنه من قهر جيوش نظامية مثل الجيش العراقي والجيش السوري، وما الذي يجعله يخترق أعتى الأجهزة الأمنية في المنطقة العربية ويقوم بتنفيذ عمليات إرهابية موجعة؟ أقصد من الذي يوفر له المعلومات والسبل لكي ينفذ هذه العمليات النوعية هنا وهناك؟
مشكلتنا نحن العرب الآن، أننا رغم فهمنا لحالة الاستغفال التي تعرضنا لها من قبل الولايات المتحدة وغيرها من القوى الاقليمية، إلا أننا لا نستطيع فعل أي شيء ولا نستطيع أن نبني تحالفا مع أحد ولا تحالفا قويا ودائما مع بعضنا البعض، لأننا الآن في وسط البحر نلهث من شدة التعب وعودتنا للوراء لا تختلف من حيث جدواها عن سيرنا في الرحلة حتى آخرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.