الكل لا يريد “داعش”… فمن أين يأتيها المال؟

الكل لا يريد “داعش”… فمن أين يأتيها المال؟

كل دول العالم تقول إنها ترفض الإرهاب وتقف ضد “داعش”، فالعرب والمسلمون ضد داعش والولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل يقولون إنهم ضد داعش، والشيعة والسنة معا ضد داعش، فمن إذا الذي يوفر لهذه الجماعة المال والسلاح الذي تنفذ به عملياتها في سوريا والعراق وغيرهما؟
إذا كان الشعب العراقي والشعب السوري ضد داعش والأنظمة الحاكمة في البلدين ضد داعش، فمن الذي أتى بهذا الجيش إلى هذه الأرض أو تلك؟
ألم تتمكن أجهزة الاستخبارات في العالم من معرفة الذين يمولون هذا التنظيم ويستفيدون مما يقوم به من عمليات إرهابية، أم أن أجهزة الاستخبارات الكبيرة في العالم هي التي لا تريد لأحد أن يعرف من الذي أخرج هذا العفريت من الزجاجة ولم يعده إليها حتى الآن؟
وهل داعش نشأت وحدها تلقائيا كرد فعل متطرف على ما قامت به الحكومات الطائفية المجرمة في العراق؟أم أن هناك من يريد شيطنة أهل السنة في هذه المنطقة من العالم من أجل إنهاء وجودهم فيها تمهيدا لوضعها بالكامل تحت الهيمنة الإيرانية؟  لن يجيبنا أحد أبدا على هذه الأسئلة، ولذلك على العالم العربي على وجه الخصوص أن يفكر جيدا في شيئين أساسيين إن كان يريد النجاة من هذه الحلقة الجهنمية التي يتم إدخاله فيها بالتدريج.
الشيء الأول هو: من المتضرر من هذه التنظيمات الإرهابية التي تشبه الفيروسات التي يتم تخليقها وإطلاقها بداخله، والشيء الثاني هو: من المستفيد مما تقوم به هذه التنظيمات من ممارسات؟ وبتحديد أكثر: من المستفيد في اللحظة التاريخية الحالية من انشغال المنطقة وانشغال العالم بهذا الفيروس الجديد؟
لا متضرر سوى العرب وحدهم مما تقوم به داعش وغيرها من عمليات إرهابية، فالدول العربية يجري تمزيقها وتحويلها إلى دويلات وجماعات متناحرة بأيدي هذه التنظيمات المأجورة، ولا مستفيد سوى إيران وإسرائيل مما يجري حاليا في المنطقة، فإيران تريد إتمام عملية ابتلاعها للعراق بعد إنهاء الوجود السني فيه بأيدي ميليشياتها وبأيدي الأميركيين وتريد إضعاف بقية الدولة العربية وتقسيمها بالطائفية والاقتتال الداخلي،وهو نفس ما تريده إسرائيل وتضاف إليه رغبة الأخيرة في إشغال العالم بداعش وغير داعش لكي تفعل ما تشاء وتتخلص مما تبقى من أشلاء القضية الفلسطينية.  ويمكننا أن نضيف إلى إيران وإسرائيل دولا عربية تمارس هذا الدور ولن تنال شيئا في النهاية ولن ينال حكامها في النهاية إلا ما يناله الأيتام على موائد اللئام.
العالم كله يكذب على العرب في اللحظة الحالية، وما لم نستفق شعوبا وحكاما فسوف يضيع كل شيء.